301

Al-jamʿ bayna al-Ṣaḥīḥayn al-Bukhārī wa-Muslim

الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم

Editor

د. علي حسين البواب

Publisher

دار ابن حزم

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م

Publisher Location

لبنان/ بيروت

٥٩٦ - الثَّالِث: فِي قصَّة ماعزٍ والغامدية، من رِوَايَة عبد الله وَسليمَان ابْني بُرَيْدَة عَن أَبِيهِمَا:
فَفِي حَدِيث عبد الله بن بُرَيْدَة أَن مَاعِز بن مَالك الْأَسْلَمِيّ
أَتَى رَسُول الله ﷺ فَقَالَ: إِنِّي قد ظلمت نَفسِي وزنيت، وَإِنِّي أُرِيد أَن تطهرني، فَرده. فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي قد زَنَيْت، فَرده الثَّانِيَة. فَأرْسل رَسُول الله ﷺ إِلَى قومه فَقَالَ: " تعلمُونَ بعقله بَأْسا؟ تنكرون مِنْهُ شَيْئا؟ " فَقَالُوا: مَا نعلمهُ إِلَّا وَفِي الْعقل، من صالحينا - فِيمَا نرى - فَأَتَاهُ الثَّالِثَة، فَأرْسل إِلَيْهِم أَيْضا، فَسَأَلَ عَنهُ، فأخبروه أَنه لَا بَأْس بِهِ وَلَا بعقله، فَلَمَّا كَانَ الرَّابِعَة حفر لَهُ حفرةٌ ثمَّ أَمر بِهِ فرجم.
قَالَ: فَجَاءَت الغامدية فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي قد زَنَيْت فطهرني، وَإنَّهُ ردهَا، فَلَمَّا كَانَ الْغَد قَالَت: يَا رَسُول الله، لم تردني؟ لَعَلَّك أَن تردني كَمَا رددت ماعزًا، فوَاللَّه إِنِّي لحبلى. قَالَ: " إِمَّا لَا، فاذهبي حَتَّى تلدي " فَلَمَّا ولدت أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي خرقةٍ، قَالَت: هَذَا قد وَلدته. قَالَ: " اذهبي فأرضعيه حَتَّى تفطميه " فَلَمَّا فَطَمته أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي يَده كسرة خبز، فَقَالَت: هَذَا يَا نَبِي الله قد فَطَمته، وَقد أكل الطَّعَام. فَدفع الصَّبِي إِلَى رجلٍ من الْمُسلمين، ثمَّ أَمر بهَا، فحفر لَهَا إِلَى صدرها، وَأمر النَّاس فرجموها. فَيقبل خَالِد بن الْوَلِيد بحجرٍ فَرمى رَأسهَا، فتنضح الدَّم على وَجه خَالِد، فسبها، فَسمع النَّبِي ﷺ سبه إِيَّاهَا، فَقَالَ: " مهلا يَا خَالِد، فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ، لقد تابت تَوْبَة لَو تابها صَاحب مكس لغفر لَهُ ". ثمَّ أَمر بهَا فصلى عَلَيْهَا، ودفنت.

1 / 371