367

Jamāl al-qurrāʾ wa-kamāl al-iqrāʾ

جمال القراء وكمال الإقراء

Editor

د. مروان العطيَّة - د. محسن خرابة

Publisher

دار المأمون للتراث-دمشق

Edition

الأولى ١٤١٨ هـ

Publication Year

١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت

السيف، والأمر بالقتال معارضًا لما في هذه الآية.
ومعنى (لست منهم في شيء) أي من السؤال عن تفرقهم.
ومعنى تفرقة الدين اختلافهم فيه، وقيل: إنما أمرهم في المجازاة إلى الله ﷿.
ْفعلى هذا هي محكمة، وقيل: إنما هو خبر من الله ﷿ لنبيه ﷺ عمن يحدث في دينه من بعده من أمته، أو يكفر، وقد جعلوا آية السيف ناسخة لمائة وأربع وعشرين آية، وليس ذلك عن يقين منهم.
وإنما يظنون إذا سمعوا أمر الله ﷾ لنبيه وللمؤمنين
بالصبر، وترك الاستعجال ظنوا أن ذلك منسوخ بآية القتال، وإنّما
يكون منسوخًا بآية القتال النهي عن القتال، وإنّما كان النبي ﷺ يشكو إلى الله ﷿ ما يلاقيه من أذى المشركين، فيأمره بالصبر، ويعده بالنصر، ويقص عليه أنباء الرسل، وما صبروا عليه من الأذى في ذات الله ﷿: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ)
ولم ينسخ بآية السيف شيء من ذلك، ولا يحل أن يقال بالظن: هذا ناسخٌ لكذا، ولا هذا منسوخٌ بكذا، ولو كان هذا الناسخ والمنسوخ مقطوعا به لم يقع فيه اختلاف، كيف؟ وهذا يقول في الآية: منسوخة، ويقول الآخر: بل هي محكمة، ثم إن رسول الله ﷺ
لم يكن قادرًا على القتال فكيف ينهى عنه؟
وكيف يقول للعاجز عن القيام: لا تقم؟
وإنما هذا الفقير يؤمر بالصبر على الفَقْرِ، فإذا استغنى

1 / 404