354

Jamāl al-qurrāʾ wa-kamāl al-iqrāʾ

جمال القراء وكمال الإقراء

Editor

د. مروان العطيَّة - د. محسن خرابة

Publisher

دار المأمون للتراث-دمشق

Edition

الأولى ١٤١٨ هـ

Publication Year

١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت

يعرضوا لمن أمَّ البيت الحرام من المشركين.
واختلف في سبب نزولها.
فقيل: نزلت في الحطم البكري. قال ابن جريج: قدم على النبي ﷺ فقال: إني داعية قومي وسيدهم فاعرض عليَّ أمرك، فقال النبي ﷺ:
"أدعوك إلى الله أن تعبده، ولا تشرك به شيئًا، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي
الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت.
فقال الحطم: في أمرك غلظة.
أرجع إلى قومي، فأذكر لهم ما ذكرت، فإن أقبلوا، أقبلت معهم، وإن أدبروا كنت معهم، فقال النبي ﷺ:
"لقد دخل بوجه كافر، وخرج بعقبى غادر، وما الرجل بمسلم".
فمرَّ على سرح للمسلمين، فانطلق به، وطلب، فلم
يدرك، ثم إنه خرج إلى الحج بتجارة عظيمة، فأراد أصحاب رسول الله ﷺ أن يعرضوا له، ويأخذوا ما معه، فأنزل الله ﷿: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ. . .) الآية.
ولَما استاق السَّرْح؟ قال:
قد لفها اللْيلُ بِسَواقٍ حُطَمْ
ليس بِراعِي إِبِل وَلا غَنَمْ
ولا بجزَّارٍ على ظَهْرِ وَضَمِْ
باتوا نيامًا وابنُ هنْدٍ لم يَنمْ
باتَ يُقَاسِيْها غلامٌ كالزُّلَم
خَدَلجُ الساقَيْنِ خَفَّاقُ القَدَمْ

1 / 391