150

Jamal Qurra

جمال القراء وكمال الإقراء

Investigator

د. مروان العطيَّة - د. محسن خرابة

Publisher

دار المأمون للتراث-دمشق

Edition Number

الأولى ١٤١٨ هـ

Publication Year

١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت

بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون وبورعه إذا الناس يخلطون، وبصمته إذا الناس يخوضون. وبخشوعه إذا الناس يختالون. قال المسيب بن رافع: وأحسبه قال: وبحزنه إذا الناس يفرحون". وقول عبد الله بن عمرو: ومن جمع القرآن فقد حُمِّلَ أمرًا عظيمًا، وقد اسْتُدْرِجَت النبوة بين جنبيه إلَّا أنه لا يوحى إليه. ولا ينبغي لصاحب القرآن أن يَجِدَّ فيمن يجدّ، ولا أن يجهل فيمن يجهل، وفي جوفه كلام الله ﷿. وعنه: فقد اضطربت النبوة بين جنبيه، فلا ينبغي أن يلعب مع من يلعب، ولايرفث مع من يرفث، ولايتبطل مع من يتبطل، ولايجهل مع من يجهل. قوله: أن يجدَّ فيمن يجد يريد، والله أعلم: ما يجد الناس فيه من أمور الدنيا أو لا يتعاظم. وقال سفيان بن عيينة: من أُعطي القرآن فمدَّ عينيه إلى شيء مما صغر القرآن فقد خالف القرآن. ألم تسمع قوله ﷾: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧) . (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (١٣١) .

1 / 186