Jamal Din Afghani
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
Genres
والمنهج في كلتا الحالتين، مستويات التحليل الثلاثة أو في خطوات المنهج الثلاث، إنما يعتمد على منهج واحد وهو تحليل الخبرات الشعورية الفردية والجماعية. فالنص صياغة لغوية لتجربة شعورية في صياغته الأولى. وهو أيضا تجربة شعورية في الصياغة الثانية إذا كان الواقع التاريخي لم يتغير، الاستعمار والقهر والتجزئة والتخلف والتغريب وسلبية الجماهير. هذه الوحدة المستمرة للتجربة الشعورية في النص الأولى وفي إعادة إنتاجه هي إحدى الضمانات للفهم الموضوعي للنص باللجوء إلى مصدره في وحدة التجربة. كانت العروة الوثقى تنزل على قلوب الناس كأنها
وحي سماوي أو إلهام إلهي
لقدرتها على التعبير عن الواقع وكشفه وإيصاله للناس.
25
والخاطرات ما زالت تنزل على قلوب الناس طازجة بالرغم من انقضاء قرن عليها؛ لأن التجربة المعاشة واحدة لم تتغير فيما يتعلق بتجارب الاستعمار والقهر بصرف النظر عن مصدرهما، إنجلترا ثم أمريكا، السلطان عبد الحميد ثم الأنظمة العربية الحالية، الجيش وقريش، وهذا ما سماه الأصوليون القدماء خصوص السبب وعموم الحكم.
وبطبيعة الحال كان يغلب على فكر الأفغاني طابع الدفاع؛ لأنه عاش في سياق الهجوم على الإسلام من التبشير والاستشراق. فرد على رينان كما رد عليه مصطفى عبد الرازق. وما زال هذا الطابع الدفاعي هو الغالب على الفكر الإسلامي المعاصر، رد محمد عبده على فرح أنطون وترويجه للتجربة الغربية وتعميمه على غيرها من تجارب الشعوب وثقافاتها في
الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية ، وفي الرد على هانوتو، ورشيد رضا في
شبهات النصارى وحجج الإسلام ، وعند محمد فريد وجدي في
لماذا أنا مؤمن؟
ردا على إسماعيل أدهم
Unknown page