Jamal Din Afghani
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
Genres
اليسار الإسلامي
إعادة صياغته في أوائل الثمانينيات في بداية الاستقطاب. أما وأن الاستقطاب تحول إلى حرب أهلية في الجزائر وإراقة الدماء بالآلاف، دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، وأصبح يهدد تركيا بالنزاع بين الجيش وحزب رافاه، ويثير القلاقل في مصر واليمن والخليج وليبيا ولدرجة الكبت في سوريا والعراق والمغرب وتونس فقد أصبحت دلالة الخطاب الثالث عند الأفغاني، الإسلام الوطني أو الإسلام الثوري أو الإسلام السياسي، ملحة للغاية في الداخل والخارج، وفي عصر التحول من قرن مضى إلى قرن آت.
وظهرت محاولات لتشويه صورة الأفغاني في جيلنا من أجل قطع جذور نضالنا الوطني والقضاء على الإسلام الثوري إبقاء للاستقطاب بين الإسلام السلفي والثورة العلمانية الغربية، والفتور من الأول والإعجاب بالثانية، وحتى يبقى الباحث وحده مثالا للوطنية ورافعا شعار
مصر للمصريين
بمضمونه العلماني وليس الإسلامي الوطني وربما بمضمونه القبطي ودرءا لمخاطر الثورة الإسلامية في إيران التي أصبحت محط جذب للشعوب العربية الإسلامية. فالثائر لا يكون إلا غريبا والإسلامي لا يكون إلا متخلفا؛ فكل شيء سيئ في الأفغاني حتى الوطنية والمعاداة للاستعمار ودعوته للجامعة الشرقية في مواجهة الغرب؛ فالباحث قبطي والمبحوث إسلامي، والباحث علماني والمبحوث ديني، والباحث غربي والمبحوث شرقي.
5
وقد استمدت هذه الصورة من أرشيف المخابرات البريطانية، وكأن صورة الأفغاني أصدق في ملفات الأعداء منها في كتابات الأفغاني وتلاميذه، وفي كتب الاستشراق المعادية للحركة الإسلامية المعاصرة دفاعا عن الغرب وقيمه التي كانت موضع نقد من الأفغاني؛ فتقارير المخابرات مثل تقارير المباحث العامة عن الوطنيين لتشويههم لإيجاد ذريعة للقبض عليهم وتعذيبهم. فالوطني إرهابي، والاشتراكي شيوعي، والليبرالي إباحي.
6
وقد قيل عن الأفغاني: (1)
إيراني وليس أفغانيا وكأن الجنسية عنصر حاسم في حياته ورسالته وآرائه. وهو الذي حارب الجنسية كرابط بين الجماعة وكعامل توحيد بين الأقوام. وهو الذي رد على رينان في الربط بين الثقافة والعرق ونظريته العنصرية التي راجت في القرن الماضي، تفوق العقلية الآرية الغربية في مقابل انحطاط العقلية السامية الشرقية. فالتركيز على الجنسية إسقاط من الحاضر على الماضي، ومن الباحث على المبحوث، ومن الدولة الوطنية المعاصرة على عصر الخلافة. ويتحول الحديث عن الجنس إلى حديث بيولوجي عرقي عن ملامح الوجه ولون البشرة وفصيلة الدم في ثقافة ساوت بين الشعوب، وجعلت لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح. (2)
Unknown page