88

Jalis Salih

الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي

Investigator

عبد الكريم سامي الجندي

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى ١٤٢٦ هـ

Publication Year

٢٠٠٥ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

لَهُ ثَلَاثَة أبغل دَرَاهِم. الْمَأْمُون يعاتبه بِسَبَب هَذَا الْبَيْت فيلجأ إِلَى الفَضْل بْن سهل قَالَ الصولي: فحدثنا الْحَسَن بْن عليّ العنزيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِدْرِيس، قَالَ: لمّا قتل الْأمين خرج أَبُو مُحَمَّد التَّيْميّ إِلَى الْمَأْمُون فامتدحه، فَلم يَأْذَن لَهُ فَصَارَ إِلَى الفَضْل بْن سهل ولجأ إِلَيْهِ وامتدحه، فأوصله إِلَى الْمَأْمُون، فَلَمّا سلم عَلَيْهِ، قَالَ لَهُ: يَا تَيْمِي: مثل مَا قَدْ حسد القا ... ئم بِالْملكِ أَخُوهُ؟ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّد التَّيْميّ: نُصِرَ المأمونُ عَبْد اللَّه لمّا ظَلَمُوه نُقِضَ العهدُ الَّذِي كَانَ قَدِيمًا أكّدُوه لَمْ يعاملْه أخُوه الَّذِي أوصى أَبُوهُ ثُمَّ أنْشدهُ قصيدة امتدحه بهَا أَولهَا: جَزِعَت ابنَ تَيْم أنَ عَلاك مشيبُ ... وَبان الشبابُ والشّبَابُ حبيبُ فَلَمّا فرغ مِنْهَا قَالَ الْمَأْمُون: قَدْ وَهبتك لله ولأخي أبي الْعَبَّاس، يَعْنِي الفَضْل بْن سهل، وَأمرت لَك بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم. خَمْسَة آلَاف فِي تَفْسِير كلمة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِم، عَنِ الْأَصْمَعِي، قَالَ: دخلتُ على الرشيد هرون ومجلسه حافل، قَالَ: يَا أصمعي! مَا أغفلك عَنَّا وأجفاك لحضرتنا! قلت: وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا ألاقَتْنِي بلادٌ بعدَك حَتَّى أَتَيْتُك، قَالَ: فَأمرنِي بِالْجُلُوسِ فجلستُ حَتَّى خَلا الْمجْلس فجلستُ وَسكت عني حَتَّى تفرق النّاس إِلَّا أقلهم، فنهضتُ للْقِيَام فَأَشَارَ إِلَى أَن أَجْلِس، فَجَلَست وَلم يبقَ غَيْرِي وَغَيره وَمن بَيْنَ يَدَيْهِ من الغلمان، فَقَالَ لي: يَا أَبَا سَعِيد: مَا ألاقَتْني؟ قلت: أمسكتني يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ: كَفّاك كف مَا تلِيق درهما ... جوادًا وأُخْرَى تُعْطِ بالسّيفِ الدَّمَا أَي مَا تمسك درهما، فَقَالَ: أحسنتَ وَهَكَذَا فَكُن وفْرنا فِي المَلاءِ وعِلمْنا فِي الْخَلَاء، وَأمر لي بِخَمْسَة آلَاف دِينَار. أَبْيَات غزلية أنشدنا الصولي، قَالَ أنشدنا الْمبرد: أَنْت إلفُ العُيُو ... ن فاكتحلي أَوْ تَمَرَّهِي لستُ عنكمُ وَلَو قتل ... ت بَدَا الدَّهْر أنتَهي قَادَنِي نَحْوَكِ الشقا ... ء كَذَا كُنْتُ أشْتَهي

1 / 92