332

Al-Jalīs al-ṣāliḥ al-kāfī waʾl-anīs al-nāṣiḥ al-shāfī

الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي

Editor

عبد الكريم سامي الجندي

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition

الأولى ١٤٢٦ هـ

Publication Year

٢٠٠٥ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Regions
Iraq
فَمَا جَلَست إِلَّا هنيهة حَتَّى خرج غُلَامه قَائِلا: أَيْنَ عمَارَة الْعُقَيْليّ؟ قُلْتُ: هأنذا، قَالَ: أجب أَمِير الْمُؤْمِنِين فَدخلت إِلَيْهِ فَسلمت عَلَيْه بالخلافة فَقَالَ لي: أَهلا وسهلًا، وناقةً ورحلًا، كَيفَ بَعْدِي كُنْت؟ وَكَيف كُنْت فِي سفرك؟ وَكَيف من خلقت؟ لَعَلَّك أنْكرت إعراضي عَنْك فَإِن ذَلِكَ مَوضِع لَا يَحْتمل إِلا مَا صنعت، يَا غُلَام! بوىء لَهُ بَيْتا معي فِي الدَّار، فأنزلني بَيْتا فَكنت آكل مَعَه وأسامره حَتَّى مَضَت لي عشرُون يَوْمًا، فَقَالَ لي: يَا أَبَا إِسْحَاق! قَدْ أمرنَا لَك بِعشْرين ألف دِينَار وأمرنا لَك بحُمْلان وَكِسْوَة فلعلك قَدْ أَحْبَبْت الْإِلْمَام بأهلك ثُمّ الْإِذْن فِي ذَلِكَ إِلَيْنَا، أَترَانِي حققت أملك يَا أَبَا إِسْحَاق؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِين، وَإِنَّكَ لذاكر لذَلِك؟!، قَالَ: إِي واللَّه، وَإِن تَمَادى بِهِ عهد، قُلْتُ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ! أَكَانَ عنْدك عهدٌ مَا قُلْتُ لي، أم مَاذَا؟ قَالَ: بِثَلَاث اجْتَمعْنَ فيِّ، مِنْهَا إنصافي جليسي فِي مجلسي، وَمِنْهَا أنِّي مَا خُيِّرتُ بَيْنَ أَمريْن قطّ إِلا اخترتُ أيْسَرَهُما، وَمِنْهَا: قِلَّةُ المراء.
مَتَى تكون الشّركَة فِي الْهَدِيَّة
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدِّيبَاجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْيُوسُفِيُّ.
أَنَّ أُمَّ جَعْفَرٍ كَتَبَتْ إِلَى أَبِي يُوسُفَ: مَا تَرَى فِي كَذَا، وَأَحَبُّ الأَشْيَاءِ أَنْ يَكُونَ الْحَقُّ فِيهِ كَذَا، فَأَفْتَاهَا بِمَا أَحَبَّتْ.
فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ بِحَق فضَّة فِيهِ حقائق فِضَّةٍ مطبقاتٌ، فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ لَوْنٌ مِنَ الطِّيبِ، وَفِي جَامٍ دَرَاهِمُ وَسَطُهُ جامٌ فِيهِ دَنَانِيرُ، فَقَالَ لَهُ جليسٌ لَهُ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: " مَنْ أُهْدِيَتْ لَهُ هديةٌ فَجُلَسَاؤُهُ شُرَكَاؤُهُ فِيهَا "، فَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: ذَاكَ حِينَ كَانَتْ هَدَايَا النَّاس التَّمْر وَاللَّبن.
شماتةالأعداء فِي الْعَزْل
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القَاسِم الأنبَاريّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن المزربان، قَالَ: حَدثنَا أَبُو يَعْقُوب النخبي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن بشار، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قِيلَ لِشَرِيك لما قلِّدَ القَضَاءَ: ليتك خَلَصت من هَذَا الأمرُ وَلَو بِالْمَوْتِ، فَقَالَ: أما بِالْمَوْتِ فَلَا، وَلَكِن بعورٍ أَوْ شَلَل.
فَلَمَّا تَعَصَّبتْ عَلَيْه الْقَبَائِل وعُزِل عَنِ الْقَضَاء جعل يسْعَى فِي أَن يُرَدّ، فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ الرَّجُل: ليتك أُعِدْتَ إِلَى الْحَكَم وَلَو بعورٍ أَوْ شَلَل، إِنَّك لتمنّى ذَلِكَ، فَقَالَ: نعم يَا ابْن أخي، وشماتة الْأَعْدَاء شَدِيدَة.
قَالَ القَاضِي: نَظِير هَذَا قَول عُمَر لعمَّار: سَاءَكَ إِذْ عزلتك؟ فَقَالَ: واللَّه يَا أَمِير الْمُؤْمِنِين لقَدْ سَاءَنِي أَن وَلَّيْتَني، وَلَقَد سَاءَنِي أَن عزلتني.
مَعْبَدٌ يتحدَّى الْغَرِيض
حَدَّثَنَا المظفَّر بْن يحيى بْن أَحْمَد الْمَعْرُوف بِابْن الشرابي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بشر المرثدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق طَلْحَة بن عبد الله

1 / 336