============================================================
والوجود، ويرمي بنفسه بباب الملك، يتمارض هناك، ويقع كأنه قطعة لحم ملقاة.
(1/201ا ينتظر أن تمر به أقدام اللطف فتدوسه، ينتظر لمحة من عين/ الرحمة، وامتداد يد المنة والكرم. فبينما هو كذلك إذا هو في مخدع القرب، في حجر اللطف، بين يدي الطبيب الخبين فيمرضه ويرذ إليه قوته، ويؤنسه ويخلع عليه الحلل والحلي والتيحان، ويطعمه من طعام الفضل، ويسقيه من شراب الأنس، فحينئذ جاءت الراحة في دار القرب، جاء الفرج على شرفات القرب(40)، صارت الخليقة كلهم تحته، ينظر إليهم بعين الرحمة والرأفة، يتخلق بأخلاق الحق عز وجل؛ لأنالواصلين اليه تمتليء قلوبهم رحمة للخلق، ينظرون إلى المسلمين والكافرين، وإلى العوام والخواص بعين الرحمة، يرحمون الكل(41) مع مطالبتهم لهم بحدود الشرع.
المطالبة ظاهرا والرحمة باطنا.
يا عباد الله: إذا رأيتم واحدا من هؤلاء القوم فاخدموه، واقبلوا منه؛ فإنه (201/] ناصح لكم. يا قعودا في البيوت والصوامع مع النفس والطبع والهوى / وقلة العلم، عليكم بصحبة الشيوخ العمال بالعلم، اتبعوهم واتركو أقدامكم خلف اقدامهم، ذلوا لهم، واصبروا على كسرهم جتى تزول أهويتكم، وتنكسر نفوسكم، وتنطفيء ثائرة(42) طباعكم فحينئذ تعرفون الدنيا فتجتنبونها، تصير خادمتكم، تعطيكم ما فرض عليها؛ وهي أقسامكم المقسومة. عندها تأتيكم بها وأنتم على باب قربكم من ربكم عز وجل. هي والآخرة خادمتان لمن خدم الحق عز وجل.
القلب إذا تربى فيه التوحيد والقرب كان كل يوم في زيادة. كلما جاء كبر (40) في (ا): الوصول.
(41) الكل: نقص من "اه.
(42) في (أ): نارية.
Page 212