82

Jadid Fi Hikma

الجديد في الحكمة

Investigator

حميد مرعيد الكبيسي

Publisher

مطبعة جامعة بغداد

Publication Year

1403م-1982م

Publisher Location

بغداد

الفصل الرابع

في |

الوجوب والامكان والامتناع وما يتعلق بها

هذه الثلاثة مفهوماتها بديهية ، فإن كل أحد يعلم أن الانسان يجب أن يكون | حيوانا ، ويمكن أن يكون كاتبا ، ويمتنع أن يكون حجرا .

وهذا العلم حاصل لمن لم يمارس شيئا من العلوم أصلا ، لا التصورية ، ولا | التصديقية . ولو لم تكن تصورات هذه الثلاثة فطرية والا لما حصلت لمن لم يمارس | علما .

ومن رام تعريف هذه ، لا على سبيل التنبيه ، ولا على سبيل بيان يجري | مجرى العلامة فقد أخطأ . وذلك مثل ما يقال : أن الممكن هو غير الضروري ، وإذا | فرض موجودا لم يعرض منه محال . ثم نقول : الضروري هو الذي لا يمكن أن | يفرض معدوما ، والذي إذا فرض بخلاف ما هو عليه ، كان محال .

ثم نقول : المحال هو الضروري العدم ، والذي لا يمكن أن يوجد . والممتنع | هو الذي لا يمكن أن يكون ، وهو الذي يجب ألا يكون ، والواجب هو الممتنع ألا | يكون ، أو ليس بممكن ألا يكون ، والممكن هو الذي ليس بممتنع أن يكون ، وألا | يكون . والذي ليس بواجب أن يكون أو لان يكون . وهذا كله دور ظاهر ، وأولى | ما يتصور من ذلك أولا هو الوجوب ، لأن الوجوب تأكد الوجود ، والوجود أعرف | من العدم ، لأن الوجود يعرف بذاته ، والعدم يعرف بوجه ما بالوجود .

Page 233