Jadid Fi Hikma
الجديد في الحكمة
Investigator
حميد مرعيد الكبيسي
Publisher
مطبعة جامعة بغداد
Publication Year
1403م-1982م
Publisher Location
بغداد
Genres
وكل هذا يدل على أن التنافي بالذات ، ليس إلا بين السلب والإيجاب ، | والواحد لا يقابل الكثير ، وإلا لكان التقابل بينهما على أحد الوجوه الأربعة ، لكنه | ليس بالعدم والملكة ، ولا السلب والإيجاب ، لكون أحدهما مقوما للآخر ، وليس | الوجود والعدم والإيجاب والسلب كذلك . ولا بالتضايف ، لأن الواحد مقدم على | | الكثير ، والمتضايفان لا يتقدم أحدهما على الآخر ، ولا بالتضاد ، لأنهما | لا يتواردان على موضوع واحد .
ومن الواحد ما هو تام ، وهو الذي لا امكان للزيادة فيه ، كخط الدائرة . ومنه | ما هو ناقص ، وهو الذي يمكن ذلك فيه ، كالخط المستقيم .
وقد يطلق الواحد التام على ما لا يفصل من نوعه ما يصح أن يكون شخصا | آخر ، فيكون نوعه في شخصه .
والناقص ما لا يكون كذا ، فالدائرة من قسم الناقص على هذا الاعتبار .
وقد يطلق الضدان على معنى آخر غير ما سبق ، وهو أنهما موجودان في غاية | التخالف ، بحسب جنس قريب ، يصح منهما أن يتعاقبا على موضوع ، أو يرتفعا | عنه .
فما مثل السواد والحمرة على هذا الاصطلاح ، ليسا بضدين ، إذ ليس بينهما | غاية الاختلاف ، وأما البياض والسواد فهما ضدان بالعنيين .
والضد بالمعنى الأخير أخص من الضد بالمعنى الأول ، والضدان بالمعنى الأخص ، | إما أن يكون أحدهما بعينه لازما للموضوع مثل البياض للثلج ، وإما ألا يكون | كذلك ولا يخلو إما أن يمتنع خلو المحل عنهما ، مثل : الصحة والمرض ، وإما ألا | يكون ذلك .
وهو منقسم إلى ما يكون موضوعا بالوسط ، سواء عبر عنه باسم محصل ، | كالفاتر والأحمر ، أو بسلب الطرفين ، كقولنا : لا جائر ولا عادل ، وإلى ما لا | يكون كذلك كالشفاف . وفي الملكة والعدم أيضا اصطلاح آخر :
أما الملكة فهو أنها التي توجد في موضوع وقتا ما ، ويمكن أن تنعدم عنه ولا | توجد بعده ( لوحة 268 ) . كالابصار .
Page 231