320

Jadid Fi Hikma

الجديد في الحكمة

Investigator

حميد مرعيد الكبيسي

Publisher

مطبعة جامعة بغداد

Publication Year

1403م-1982م

Publisher Location

بغداد

Genres

Theology

الفصل الأول

في |

أن العقل هو مصدر

وجود النفوس كلها

إذا نظرت في خواص الواجب والممكن ، من حيث هو واجب وممكن | فلا تشك في أن النفوس الأرضية والسمائية ممكنة الوجود ، لا واجبة | الوجود سواء كانت قديمة أو حادثة . وكل ممكن الوجود فيستدعي علة . | وعلة النفس القريبة : إما واجب الوجود ، أو غيره .

لا جائز أن تكون هي الواجب الوجود ، لأن النفوس كثيرة ، وواجب | الوجود واحد حقيقي ، لا يصدر عنه - كما عرفت - بلا واسطة ، أكثر | من معلول واحد ، فلا بد وأن يكون لبعضها علة قريبة ، غير الواجب .

ولأن النفس ، من حيث هي نفس ، لا توجد إلا متعلقة بجسم ، | فلا يتقدم وجودها على وجوده . وما لا يصدر عنه إلا واحد ، لا تصدر | النفس والجسم عنه ( ألا ) معا .

فالنفس ، من حيث هي نفس ، علتها القريبة غير واجب الوجود | لذاته ، وذلك الغير الممكن ، لا يخلو : إما أن يكون جسما أو غير جسم ، | أما جوهر أو عرض .

والعرض إنما يفعل بواسطة الجوهر ، فإنه كما لا يستقل | بفاعليته فإن الفاعل ما لم يتعين في ذاته ، ويتشخص بالفعل ، لا يوجد | غيره ، مما لا يتشخص إلا بالحامل ، فلا يفعل إلا به ، بل على الحقيقة | ليس الفعل إلا للجوهر . |

Page 481