265

Jadid Fi Hikma

الجديد في الحكمة

Investigator

حميد مرعيد الكبيسي

Publisher

مطبعة جامعة بغداد

Publication Year

1403م-1982م

Publisher Location

بغداد

ولو كان المبدأ لحدوث ( لوحة 322 ) خلفة الأعضاء ، وصورها ، | قوة مركزة في النطفة ، لكانت النطفة : إما متشابهة في الحقيقة ، كما | هي متشابهة في الحس ، أو ليس . فإن كانت متشابهة في الحقيقة ، | وجب أن يكون الشكل الحادث من تلك القوة ، في تلك المادة الكثرة ، لأن | القوة التي تفعل بلا شعور ، إذا كانت سارية في المادة ، وكانت المادة | متشابهة لم يكن الأثر إلا واحدا متشابها . وإن لم تكن النطفة متشابهة ، | مع أنها سيالة رطبة رقيقة ، لزم ألا ينحفظ فيها ترتيب الأجزاء ، ولا | نسبة بعضها إلى بعض .

فكان ينبغي ألا يبقى ترتيب الأعضاء ورصفها ، على نسبة | واحدة في الأكثر ، وليس الأمر كذا .

ثم لا بد في النمو من ورود مادة وحدوث خلل في المورود عليه . | وحركات الوارد ليست إلى جهة واحدة ، بل إلى جهات مختلفة ، بحسب | الأعضاء ، وهي في كل عضو إلى أصواب في الطول والعرض والعمق ، | فليست هذه الحركات مما يصح صدورها ، عن قوة واحدة متشابهة | الحال .

وكذا الحال في التغذية به ، عند سد ما يتحلل .

والصاق الغذاء بالأجزاء المختلفة ، وبدون الادراك ، لا تصح | هذه التحريكات المختلفة ، والالصاقات . ونحن نعلم قطعا أن هذا | الادراك المذكور ليس للنفس الانسانية . فإن انفعال هذه القوى دائمة | في البدن ، والنفس غافلة عنها .

ونحدس حدسا موجبا للقين ، أن الحيوانات العجم أيضا ، لا تدرك | أفعال هذه القوى في أبدانها . فإذن هو إدراك موجود آخر ، معين بهذه | الأنواع في عالمنا . وتتمة البحث فيه سيأتي في المواضع الأليق به . | |

Page 424