Jadid Fi Hikma
الجديد في الحكمة
Investigator
حميد مرعيد الكبيسي
Publisher
مطبعة جامعة بغداد
Publication Year
1403م-1982م
Publisher Location
بغداد
Genres
والبخار الصقيل يرى على مناسبات المرائي أشباح نور الشمس | والقمر . وتلك المناسبات على التفصيل تعلم من المناظر والمرايا . | فإذا حدث في الهواء بين الرائي والقمر غيم رطب رقيق لطيف ، | لا يستر القمر عن الابصار ، انعكس ضوء البصر من أجزاء ذلك الغيم | إلى القمر ، لأن الضوء إذا وقع على صقيل ، انعكس إلى الجسم | | الذي وضعه من ذلك الصقيل ، كوضع المضي منه ، إذا لم تكن جهته | مخالفة لجهة المضيء ، فيرى ضوء القمر ، ولا يرى شكله ، لأن المرآة ، | إذا كانت صغيرة لا تؤدي شكل المرئي ، بل ضوءه ولونه إن كان ملونا ، | فيؤدي كل واحد من تلك الأجزاء ضوء القمر ، فيرى دائرة مضيئة ، | وهي الهالة التي تؤدي ( ضوء ) القمر وشبحه جميعا .
ومؤدي الشبح يجب ألا يكون على الاستقامة بين الناظر والمنظور | إليه ، فإن ذلك يؤدي نفس الشيء لا شبحه . وما سوى ( لوحة 306 ) | المؤدي من أجزاء الغيم ، تحت القمر مظلما ، كما يجتاز غيم رقيق في | وجه القمر ، فلا يرى .
فإذا تجاوزه ظهر ، ( وقد تكون هالة تحت هالة ، وقد يكون | للشمس أيضا هالة وهو أعلى الوقوع ) ومتى وجد في خلاف جهة | الشمس أجزاء مائية شفافة صافية ، وكان وراءها جسم كثيف ، مثل | جبل أو سحاب مظلم ، حتى يكون كحال البلور الذي وراءه شيء ملون ، | لينعكس منه الشعاع ، وكانت الشمس قريبة من الأفق ، فإذا واجهنا | تلك الأجزاء المائية ، ونظرنا إليها ، صارت الشمس في خلاف جهة | النظر ، فانعكس شعاع البصر من تلك الأجزاء ، إلى الشمس ، لكونها | صقيلة ، فأدى كل واحد منها لكونه صغيرا ضوء الشمس ، دون شكلها ، | ويكون ذلك اللون مركبا ، بحسب تركيب الضوء مع لون المرآة ، مع | السحاب ، يسمى ذلك قوس قزح .
وسبب استدارة هذه القوس كون الشمس ، لو جعلت مركز دائرة | لوجب أن يكون القدر الذي يقع من تلك الدائرة فوق الأرض ، يمر | على تلك الأجزاء ، ولو تمت الدائرة ، لكان تمامها تحت الأرض . |
Page 365