Jadid Fi Hikma
الجديد في الحكمة
Investigator
حميد مرعيد الكبيسي
Publisher
مطبعة جامعة بغداد
Publication Year
1403م-1982م
Publisher Location
بغداد
Genres
والمركب أعم من الممتزج . وإذا اجتمع الحار والبارد لم يبق كل | واحد من الحرارة والبرودة مكسورا بالآخر . ولا يحصل في كل واحد | محال . بل تبطل كيفية كل منهما ، وتحصل له كيفية أخرى متوسطة | هي غير الطرفين بالنوع ، من المبدأ الفياض لها عند استعداد القابل | لذلك الاجتماع ، لحصولها له .
ومعنى اشتداد الكيفيات وضعفها : أن تبطل كيفية ، ويحدث | أشد منها ، أو أضعف من بابها .
ولو كان اشتداد الكيفية انضمام أخرى مثلها إليها في المحل ، | لاجتمع المثلان في محل واحد ، من غير فارق ، وهو محال . ولولا بقاء | العناصر في الممتزج ، لما تميزت عند وضعها في القرع والانبيق .
والممتزجات قد تؤثر بنفس المزاج ، كتبريد ما غلب عليه البرودة | وتسخين ما غلب عليه الحر ، ويسمى ذلك التأثير بالكيفية . وقد يؤثر | بقوة تتبع المزاج ، كتأثير السم في البدن ، فإن اليسير منه يؤثر مالا | يؤثره الكثير التام الكيفية ، كما أن القليل من الأفيون يؤثر من التبريد | ما لا يؤثره الكثير من الأرض والماء .
ومما يتبع الامتزاج من الكيفيات هو : الألوان والطعوم والروائح | والأشكال . ولو كانت هذه نفس المزاج ، لكانت ملموسة ، إذ المزاج | توسط كيفيات ملموسة ، فيكون ملموسا ولا شيء من هذه بملموس . | والممتزج إن كانت مقادير القوى المتضادة فيه متساوية ، فهو المعتدل | الحقيقي ، وإلا فهو الخارج عن الاعتدال .
والمعتدل بالحقيقة إن لم يوجد ما يمنعه من تفرق بسائطه ، لا | يحصل ، لأن البسائط المجتمعة لو تساوت فيه مقادير قواها ، لكان | إن مال إلى أحد أحياز تلك البسائط ، كان تخصيصا بلا مخصص . |
Page 360