Ittihaf Abna Casr
إتحاف أبناء العصر بتاريخ ملوك مصر
Genres
الحروب الأخيرة بين الرومانيين وأهل مقدونيا والشام
ولما أمد فيليبش الثالث ملك مقدونيا أنيبال بالإمدادات الحربية جرد الرومانيون عليه التجريدات الحربية للانتقام منه، وانضموا إلى اليونان أعدائه، وهجموا على مقدونيا تحت قيادة القنصل «فلامينينوس»، فهزمه بالقرب من مدينة سيتوسيفالة «بتساليا»، فالتزم هذا الأمير بتحمل مشارطة صلح موجبة لذله وحقارته، وبإعطاء ديمتريوس أحد أولاده رهينة عند الرومانيين، وذلك سنة 196ق.م.
وفي سنة 191ق.م ابتدأت الحروب بين الرومانيين وأنطيوخوس الأكبر ملك الشام الذي كان قد التجأ إليه أنيبال، وأيضا كان قد قام لمساعدة الإيطوليين ببلاد اليونان، فهزمه الرومانيون في مضايق ترموبيل، وفر هاربا إلى آسيا الصغرى، فتبعه القنصل «لوسيوس سيبيون» أخو سيبيون الأفريقاني وانتصر عليه أيضا بالقرب من مدينة مانيزيا سنة 179ق.م، فالتزم الملك المذكور أن يترك للرومانيين جميع أقاليمه التي بآسيا إلى جبل الطور، فأخذ الرومانيون منها أموالا جسيمة، ولقب سيبيون المذكور بالآسياتيقي.
وفي سنة 170ق.م جد بيرسي بن فيليبش الثالث في التخلص من رق الرومانيين، فغلبه القنصل «بول إيميل» في واقعة بيدنا - مدينة بمقدونيا - وبعث به أسيرا إلى روما ومعه جماعة من أكابر اليونان، وكان من ضمن هؤلاء الأسارى المؤرخ الشهير «بوليب»، وبعد ذلك ببضع سنين قام ابن بيرسي المذكور وأشهر لواء العصيان، لكنه هزم أمام حصن ميتيليوس، وصارت مقدونيا من ذلك الوقت إقليما رومانيا.
وفي سنة 146ق.م دخل الرومانيون بلاد اليونان، وكانت قد ضعفت من الفتن والعرابيد المتوالية، فلذا لم يجدوا عندهم من يكافحهم غير الحزب الأخيواني، فحصلت وقعة بالقرب من مدينة كورنته فانهزم الحزب المذكور، ودخل القنصل موميوس المتوحش المدينة المذكورة ، ونقل إلى روما جميع ملحها وبضائعها ونفائسها وأسلمها إلى اللهيب، وصارت مملكة اليونان من ذلك الوقت إقليما رومانيا وسموه إقليم إخيا. (5-3) ذكر الحرب الثالثة
ولما أغار «ماسينسه» ملك نوميديا - بلاد الجزائر - على أراضي قرطاجة الذي كان يهددها بالهجوم دائما، ترتب على ذلك مشاجرات ألزمت مجلس السناتو بإرسال رسل لإزالة هذه المشاجرات؛ حيث كان هذا الملك حليف روما، وكان ضمن الرسل المذكورين «قاتون»، فلما رأى هذا الجنرال وسائل الاستعداد عند القرطاجيين رجع إلى روما منزعجا، وحرض أهل بلاده بالتخلص من كل خوف يخشونه في المستقبل، وختم كلامه بقوله: يلزم هدم قرطاجة، فتولى سيبيون إيميليان قيادة الجيش الروماني، وكانت الأوامر التي صدرت له عارية عن الشفقة بالكلية، فلما رأى أهل قرطاجة أنه لا ناصر ولا مانع لهم من أعدائهم دافعوا عن أنفسهم بكل ما في وسعهم من الحمية، إلا أنهم فترت قواهم من كثرة عدد عدوهم وأخذت المدينة قهرا، وسلمت ليد اللهيب، فبقيت النار سبعة عشر يوما ، وهدمت جميع ديارها وذلك سنة 146ق.م، ولقب سيبيون كجده بالأفريقاني لكونه تمم الحرب الثالث القصصي. (5-4) مجاذفة الجراكيين من 133-121ق.م
فلما تمت الحروب الخارجية وقع الشقاق بين أهالي المدينة، فكان يرى في روما جم غفير من الفقراء لا يمتلكون القوت الضروري، وجم آخر يملك أراضي كان من الواجب أن تكون تحت يد الجمهورية، فشرع رجلان مشهوران بمعارفهما وهما طيبريوس جراكوس وكيوس جراكوس أولاد كورنيليا بنت سيبيون الأفريقاني على أن يحاميا عن الأهالي، ويغرسا شجرة العدل والإحسان ليدثر بذلك آثار الظلم والعدوان، وكان طيبريوس قد استحصل على نيابة الأهالي، فأمر بنشر قانون الفلاحة وصار يساعد الفقراء في أمرهم هذا، ومن ثم كثرت أعداؤه، فصار قريبه سيبيون نازيكة مقدم الفرقة المضادة له، وأغار على محل اجتماعه بالأمة، وكانت الأمة مجتمعة هناك، فقتل طيبريوس من شدة الضرب مع ثلثمائة من أحزابه، وذلك سنة 133ق.م.
وأما كيوس جراكوس فإنه مع ما حصل لأخيه من القضاء والقدر توظف مكانه وسلك طريقته، فكانت عاقبته مثل عاقبة أخيه، وذلك أن أوبيموس الذي كان من أعدائه لما تقلد بالقنصلية قام على جماعته وقتل منهم ثلاثة آلاف، وكان من جملتهم كيوس جراكوس المذكور، وألقى رممهم في نهر التبر، وذلك سنة 121، ومن ثم انتصرت أشراف الناس، لكن بئس ما فعلوه. (5-5) الحروب الداخلية بين ماريوس وسيللا
ذكر ميتريدات
ولما انتصر ماريوس على ليوغورتا ملك نوميديا وأيضا على الجيشين العظيمين من السمبريين والطوطونيين المتوحشين الذين كانوا قد شنوا الغارة على أطراف إيطاليا الشمالية بغضه سيللا، فاتحد ماريوس مع أرباب الفتن والفساد لنزع الحكم من يد الأشراف ونقلها لأيدي العامة؛ حيث كان هو من رعاع الناس وأسافلهم، وسعى هو وحزبه في عزل سيللا، فخرج الأمير الأخير وعساكره على روما سنة 87ق.م، فولى ماريوس ومن معه هاربين، ثم توجه سيللا لمحاربة متيريدات الأكبر ملك بونت بآسيا الصغرى، فقويت قلوب حزب ماريوس واستولوا على روما ثانيا، وأحضر ماريوس، إلا أنه تجاوز الحد في الظلم والقساوة وقتل جميع أحزاب سيللا، وقلد نفسه بالقنصلية ، وتوفي وهو في أعظم شوكة وسطوة، إلا أنه لما بلغه نصرات سيللا على ميتريدات كدر عليه آخر أيام حياته، وعاد سيللا إلى إيطاليا بجيشه ودخل روما وهو ظافر بأعدائه، إلا أنه دخلها خاليا من الرأفة والشفقة كما كان ماريوس كذلك، فلم يقاومه أحد، وأعطى لعساكره أموال القتلى، وجمع لنفسه جميع الوظائف فانزعج منه مجلس السناتو، وقلده بوظيفة ولاية الأمر الدائمية، وذلك سنة 81ق.م، ثم تنازل عن الحكم ومات بعد قليل. (5-6) حكومة الثلاثة رجال الأولى
Unknown page