Ithbat Nubuwwa
إثبات نبوة النبي
Genres
ومن ذلك قول الله عز وجل: { إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون } [الأنفال: 36] ، فكان الأمر على ما أخبر به عز وجل ، لأن الكفار أنفقوا ما أنفقوا من الأموال للخروج إلى أحد ، وصار في آخر الأمر عليهم حسرة .
وكذلك ما أنفقوا لجمع الأحزاب ، وما أنفقه مالك بن عوف حين جمع هوازن يوم حنين ، صار جميع ذلك حسرة عليهم ، وغلبوا ، على ما أخبر الله عز وجل ، وهذا أيضا من الغيب الذي لا يطلع عليه أحد إلا الله عز وجل ، وليس لأحد أن يدعي أن هذه الآية نزلت بعد الانفاق ، لقوله عز وجل: { فسينفقونها } ، والسين إذا دخلت على الفعل المضارع حققت أنه للاستقبال . فدل ذلك على أن الآية نزلت قبل الإنفاق .
ومن ذلك قول الله عز وجل: { قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين (14) ويذهب غيظ قلوبهم } [التوبة] ، فجرى الأمر على ما أخبر الله عز وجل به ، فإنه تبارك وتعالى عذب الكفار بأيدي المؤمنين ، إذ أمكنهم من قتلهم وأسرهم وسبي ذراريهم ، وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم وأخزاهم ، كما وعد سبحانه . ونصر المؤمنين عليهم وشفى صدورهم ، وأذهب غيظ قلوبهم كما أخبر . وهذا مما لا يجوز أن يعلمه قبل كونه إلا الله عز وجل .
Page 244