159

ومنه قوله: { بل مكر الليل والنهار } [سبأ: 33] والمراد: مكركم بالليل والنهار .

ومنه قوله: { فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم } [آل عمران] ، فحذف .

ومن الحذف: إقامة الضمير مقام الذكر ، نحو قوله: { حتى توارت بالحجاب (32) } [ص] ، يعني: الشمس ، ولم يجر لها ذكر . وهذا رأي عامة المفسرين ، وإن كان بعضهم قال: إن المعنى: هو الصافنات الجياد (¬1) .

ومن ذلك قوله عز وجل: { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دآبة } [النحل: 61] يعني: على الأرض ، ولم يجر لها قبل ذلك ذكر .

وكذلك قوله عز وجل: { ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها } [فاطر: 45] ، يعني: على ظهر الأرض .

ومنه قوله عز وجل: { إنا أنزلناه في ليلة القدر (1) } [القدر] ، أراد به: القرءان ، من غير أن يكون جرى له ذكر .

ومثله قول الشاعر:

لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر (¬2)

يعني: النفس .

Page 213