157

ومثله قول الشاعر:

عصاني إليها القلب إني لأمره ... سميع فما أدري أرشد طلابها (¬1)

معناه

عصيت إليها القلب إني لأمرها

معناه: فما أدري أرشد هو أم غي ؟ فحذف .

ومثله قول النابغة:

أزف الترحل غير أن ركابنا ... لما يزل برحالنا وكأن قد (¬2)

يريد: كأن قد زالت ، فحذف .

ومن ذلك أن يضمر أحد المذكورين ويظهر فعل الآخر لهما ، وذلك كقوله عز وجل: { وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم } [البقرة: 6] - إذا قرئ بكسر اللام - المراد: وألحقوا الغسل بأرجلكم .

وكقوله عز وجل: { يطوف عليهم ولدان مخلدون (17) بأكواب وأباريق وكأس من معين (18) } [الواقعة] ، ثم قال: { وفاكهة مما يتخيرون (20) ولحم طير مما يشتهون (21) } [الواقعة] ، والمراد: ويؤتون بفاكهة ولحم طير ، لأن الفاكهة واللحم لا يطاف بهما .

وكذلك تأويل من قرأ: { وحور عين (22) } [الواقعة] - بالجر - تقديره: ويتزوجون بحور عين ، فحذف ذلك أجمع .

Page 211