144

وكقوله عز وجل: { كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير (1) } [هود] ، وهذه السورة أكثر ألفاظها من ألفاظ الجزالة مع العذوبة . وفيها: { وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر } [هود: 44] ، وفيها: { ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قآئم وحصيد (100) وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم } [هود] .

ومن ذلك عامة سورة القصص وهو من الفصاحة العجيبة ، لأن أول هذه السورة في اقتصاص أحوال موسى صلى الله عليه من مولده إلى مبعثه إلى قصده فرعون ، مبلغا ما أرسل به إليه ، وذلك مما يصعب جدا في اقتصاص أحوال بعينها ، لأنه لا بد من ضعف يعرض فيما جرى مجراه ، فإذا أردت أن تتحقق ذلك ، فتأمل كلام الفصحاء إذا قصدوا هذا القصد .

ومن ذلك عامة { حم } السجدة . تأملها تجدها على ما قلناه .

ومن ذلك: { والنجم إذا هوى (1) ما ضل صاحبكم وما غوى (2) } [النجم] ، وما بعدها من الآيات .

ومن ذلك قوله عز وجل: { أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون (61) } [النمل] .

ومن ذلك في السور القصار قوله: { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل (1) ألم يجعل كيدهم في تضليل (2) وأرسل عليهم طيرا أبابيل (3) ترميهم بحجارة من سجيل (4) فجعلهم كعصف مأكول (5) } [الفيل] .

Page 196