============================================================
المقالة الرايعة قد وصف الله تعالى ذكره كتابه المنزل عليهم بالكرم فقال : بل همو قران جينذ لعلمه جل جلاله ان القرآن المنزل عليهم قد اعطى كل شيء حقه سمه من غير بخس ، ووضع كل شيء موضعه وانزله منزلته لان الكرم هو البذل المتحق على قدر استحقاقه؛ فالقرآن المنزل عليهم قد اعطى كل شيء من امره هيه وحلاله وحرامه وناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه حقه ، حتى لو اتعبت النظر فيه وحاولت إزالته عن تلك الجهة ضرب الامتناع فيه بسهامه فالمكرم بمثل هذا الكتاب احرى بان يسمتى كريما، فإذا النبوءة ثابتة من جهة الكرم ، فان كان كل من يبذل شيئا من امتعة هذا العالم لطالييه استحق ان يسمتى كريما ، فالذي يذل من ذخائر العالم البسيط اولى بان يسمى كريما، فإذا النبوءة ثابتة من جهة الكرم والشرف.
وان كان شرف كل انسان على مقدار شرف ما يبلغه ان كان من اهل الصناعات فبمقدار صناعته وشرفها يكون شرفه وان كان من اهل السوقة فبمقدار بعه وشراه ، وان كان من التجار فعلى مقدار كياسته وسعيه ومقدرته فما يتجر به . وان كان من الملواك فبمقدار علمه ومرتبته وان كان من الاساورة فبمقدار شجاعته وبسالته ووجدنا الرسل صلوات الله عليهم تعلقهم بالاله الذي هو فاطر السموات والارض ورازق الخلق ومدبرهم ومحييهم وثميتهم فلم يكن احد اشرف منهم اذ امكنهم القبول عن الخالق من الوجوه التي امكنتهم ولولا ذلك التعلق الجليل لم بكن لأقاويلهم نجوع في قلوب الخلق بعد مضي ايامهم ودروس ابدانهم ، فإذا النبوءة ثايثة من جهة الشرف، وكل شرف دون شرف الرسالة فآنما هو بالمجاز وشرف النبومة حقيقي وذلك ان المستحق لاسم الشرف من اجتمعت فيه الفضائل كلها او بضها وليس من اهل اليسار والشرف والثروة لإحتوائهم على حطام الدنيا ومتاعها اهم منها في كل ساعة على حد فراقها وليسوا بآمنين على ما جمعوه أن تكون لهم ف ضيلة النبوءة والنبوءة فضيلة حقيقية ثابتة غير زائلة اذا هي اما علم واما شجاعة اما زهد وعلوم الانبياء بعد مفارقتهم الدنيا في زيادة . وهي الاستنباطات الي استبطتها اممهم بعد لحوقهم برضوان الله وكذلك شجاعتهم في نماء وقوة ، وهي محاربة مهم المخالفين بعد منقلبهم الى ثواب الله وكذلك زهدهم في زيادة وهو اجتهاد اممهم عد صعودهم الى كرامة الله في رفض الدنيا اقتداء برسلهم فإذا فضائلهم حقيقية غير مجازية .
Page 165