============================================================
المقالة الثالثة السادس ، ولا ادنى من ذلك يعني من الثلاثة وهو الاثنان ولا اكثر يعني من الستة هي السبعة والاثنان والسبعة تكون تسعة الا وهو معهم ايها كانوا يعني ان كلمة الدع تثبت كل مكان ديني كمن والأين من الألفاظ المكانية وليس مكان دبني اظهر من التسعة اللذين هما الاساسان والاتماء السبعة، وتحت هذه الآية تأويل اخفى من ذلك في باب اثبات التوحيد وهو ان الثلاثة مع الرايع والخمسة مع السادس يكون عشرة وهو الراجح الى الواحد الذي بدا منه وكذلك الاثنان والسبعة والتسعة الي ليس بعدها الا العاشر الذي هو الواحد فكأنه قال كيف لم يتفكروا في تركيت الأعداد ورجوعها في كل عقد الى الواحد فليس للاعداد نهاية الا بالواحد كما كان ابتداءها بالواحد لان انتهاء كل شيء الى ما فيه بدا كما ان نشوء الحيوان يكون اما انتقاله من مكانين من صلب الذكران الى ارحام الاناث ، ومن ارحام الاناث الى اجواف الفلك . ثم حينئذ يصير حيوانا حساسا ، كذلك نشر الصور الروحانية تكون بانتقال النبوءة من قلب الناطق الى قلب الاساس ثم بانتقال التأويل من قلب الاساس الى قلوب المرتادين (1 تنشأ الصور الروحانية التي تصلح لدار المعاد ، وكما نشأت الصور الجسمانية التي تصلح للعالم الجسماني بانتقالها من مكانين ، فإذا امكنة النبوءة موافقة لأمكنة الاجساد الطبيعية .
م وجدت اشرف الاماكن امكنة قضاء الشرائع من الكنائس والبيع والمساجد، فأنه لا يخلو بلد وكورة وقرية عن موضع يتعبد فيه على حسب الدين الظاهر فيما بين اهلها ، وترى الناس يتركون اماكنهم وأوطانهم التي فيها راحاتهم مسرعين الى تلك الاماكن التي فيها نصيبهم وكانت تلك الاماكن لما كانت اماكن الدين الشريعة راحاتهم مسرعين الى تلك الاماكن التي فيها نصيبهم وكانت تلك الاماكن لدين وللشريعة غلبت الاماكن الطبيعية وقهرتها وصارت الاماكن الطبيعية مسخرة لاماكن الدينية والمثل في ذلك ان مدينة مكة قد يقصد الناس اليها لقضاء الحج ع ما يصيهم عن ذلك السفر من الشدائد والبلايا ويتركون أوطانهم ومساقط رؤسهم: كما قال جل جلاله : وتتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الأنفس إن ربكم لرعوف رحيم * وان الامكنة الموضوعة لقضاء الحج من اجوب البلاد ، لا زرع فيها ولا شجر ولا مياه جارية فلو كان ذلك البلد
(1) في نسخة س وردت المرقدين .
Page 131