292

Itharat Targhib

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Genres

ودعنا البيت إذ وليت عنا

فودعنا من الله الكلام

سوى ما قد تركت لنا رهينا

تضمنه القراطيس الكرام

وقال أيضا:

يا عين أبكى ولا تسأمى

وحق البكاء على السيد

على خير خندف عند البلا

أمسى يغيب فى الملحد

فكيف الحياة لفقد الحبيب

وزين المعاشر فى المشهد

فليت الممات لنا كلنا

فإنا جميعا مع المهتدى

وروى عن عائشة- رضى الله عنها- أنها رأت فى منامها كأن ثلاثة أقمار نزلوا من السماء فدخلوا من باب حجرتها وغاصوا فى الأرض، فقصت الرؤيا على أبيها أبى بكر الصديق- رضى الله عنه- فلم يجبها بشىء، فبعد أيام يسيرة توفى النبى (صلى الله عليه وسلم) ودفن فى حجرتها، فقال لها أبو بكر- رضى الله عنه-: هذا أحد أقمارك يا بنية وهو خيرها.

ورأى العباس- رضى الله عنه- قبل موته (صلى الله عليه وسلم) بيسير كأن القمر قد رفع من الأرض إلى السماء بأشطان، فقصها على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: «هو ابن أخيك».

ثم مات أبو بكر- رضى الله عنه- بعده بعامين وهو ابن ثلاث وستين سنة فى الأصح، وكانت وفاته فى ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء، ودفن قبل الصبح لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة، وكانت خلافته سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال، وقيل: وثلاثة أشهر وتسع ليال، وصلى عليه عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- فى المسجد عند المنبر، ودفن مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خلف ظهره. كذا قاله يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب.

ثم مات عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- بطعن أبو لؤلؤة يوم الأربعاء عند صلاة الصبح لأربع، وقيل: لثلاث بقين من ذى الحجة- وعاش بعد ذلك ثلاثة أيام- سنة ثلاث وعشرين من الهجرة. ودفن يوم الأحد صبيحة هلال المحرم، وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام. وقيل: وخمس ليال. وكان

Page 320