Itharat Targhib
إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق - الجزء1
Genres
وقد سبقت الأحاديث فى شرفها وتفضيلها.
وأما دليل أبى حنيفة ومن تابعه رضى الله عنهم: قوله عليه الصلاة والسلام:
«من فرغ من حجه فليعجل إلى أهله فإنه أعظم لأجره» (1).
ولأن كثرة المشاهدة توجب التبرم وتقلل الحرمة من حيث العادة ولهذا قال النبى (صلى الله عليه وسلم) لأبى هريرة: «زر غبا تزدد حبا».
ولأن تقليل الحرمة ذنب والحرمة بمكة والكعبة واجب فيؤدى إلى ترك الواجب وأنه حرام فكان مكروها لأجل هذا. وكان عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- يدور على الناس بالدرة بعد قضاء نسك الحج ويقول: يا أهل اليمن يمنكم، ويا أهل الشام شامكم، ويا أهل العراق عراقكم (2).
وقد روى أن عمر- رضى الله عنه- هم بمنع الناس من كثرة الطواف ثم قال:
خشيت أن ينسى الناس هذا البيت. ولهذا قال ابن عباس- رضى الله عنه- حين اختار المقام من مكة إلى الطائف وحواليه: لأن أذنب خمسين ذنبا بركبة أحب إلى من أن أذنب ذنبا واحدا بمكة (3). [وركبة]: موضع بقرب الطائف كثير العشب والماء.
وقال ابن مسعود رضى الله عنه: ما من بلد يؤاخذ العبد فيه بالهمة قبل العمل إلا مكة، وتلا هذه الآية: والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم (4) ومن يرد الميل عن الحق بمجرد الإرادة والنية، وإلحاد: الميل والباء زائدة كما فى قوله تعالى : تنبت بالدهن. وقال: إن السيئات تتضاعف [فيها] كما تتضاعف الحسنات (5).
Page 281