272

Ithāf al-jamāʿa bimā jāʾa fī al-fitan waʾl-malāḥim wa-ashrāṭ al-sāʿa

إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة

Publisher

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Edition

الثانية

Publication Year

١٤١٤ هـ

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

عنهما يراهم شر خلق الله، وقال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين". انتهى.
وحكي عنهم أنهم لا يتبعون النبي ﷺ إلا فيما بلغه عن الله تعالى من القرآن والسنة المفسرة له، وأما ظاهر القرآن إذا خالفه الرسول فلا يعملون إلا بظاهره. ذكر ذلك شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى.
ولهذا كانوا مارقين، مرقوا من الإسلام مروق السهم من الرمية؛ كما أخبر بذلك رسول الله ﷺ عنهم.
وقد تواترت الأحاديث في ذكر الخوارج، وصحت من نحو من أربعين وجها، وسيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى.
وبدعة الخوارج هي أول بدعة حدثت في الإسلام، وأول قرن طلع منهم على عهد رسول الله ﷺ هو «ذو الخويصرة التميمي، الذي اعترض على النبي ﷺ، وطعن عليه في قسمته العادلة بالاتفاق، وقال له في وجهه: اتق الله واعدل؛ فإنك لم تعدل! فقال النبي ﷺ: ويلك! ومن يعدل إذا لم أكن أعدل»؟ !، وسيأتي هذا الحديث قريبا إن شاء الله تعالى.
وعن أبي بكرة ﵁: «أن نبي الله ﷺ مر برجل ساجد وهو ينطلق إلى الصلاة، فقضى الصلاة ورجع عليه وهو ساجد، فقام النبي ﷺ فقال: "من يقتل هذا؟ " فقام رجل فحسر عن يديه، فاخترط سيفه وهزه وقال: يا نبي الله! بأبي أنت وأمي! كيف أقتل رجلًا ساجدًا يشهد أن لا إله إلا الله وإن محمدًا عبده ورسوله؟ ! ثم قال: "من يقتل هذا؟ ". فقام رجل، فقال: أنا، فحسر عن ذراعيه، واخترط سيفه فهزه حتى أرعدت يده، فقال: يا نبي الله! كيف أقتل رجلًا ساجدًا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله؟ ! فقال النبي ﷺ: "والذي نفسي بيده لو قتلتموه لكان أول فتنة وآخرها» .

1 / 275