Al-istiqāma
الاستقامة
Editor
د. محمد رشاد سالم
Publisher
جامعة الإمام محمد بن سعود
Edition
الأولى
Publication Year
١٤٠٣
Publisher Location
المدينة المنورة
Genres
Sufism
يفارقون بِهِ غَيرهم حَتَّى فِي الْحُرُوف المنشدة والأصوات الملحنة والأذواق الْمَوْجُودَة والحركات الثائرة وَالْقَوْم المجتمعين وَصَارَ من فِيهِ من الْعلم وَالْإِيمَان مَا ينهاه عَمَّا ظهر تَحْرِيمه من أَنْوَاع الْكفْر وَالظُّلم وَالْفَوَاحِش يُرِيد أَن يحد حدا للسماع الْمُحدث يفصل بِهِ بَين مَا يسوغ مِنْهُ وَمَا لَا يسوغ فَلَا يكَاد يَنْضَبِط حد لَا بالْقَوْل وَلَا بِالْعَمَلِ فَإِن قرب فِي الضَّبْط والتحديد بالْقَوْل لم يَنْضَبِط لَهُ بِالْعَمَلِ إِذْ ينْدر وجود تِلْكَ الشُّرُوط حَتَّى إِنَّه اجْتمع مرّة بِبَغْدَاد فِي حَال عمارتها وَوُجُود الْخلَافَة بهَا أَعْيَان الشُّيُوخ الَّذين يحْضرُون السماع الْمفْتُون فَلم يَجدوا من يصلح لَهُ فِي بَغْدَاد وسوادها إِلَّا نَفرا إِمَّا ثَلَاثَة وَإِمَّا أَرْبَعَة وَإِمَّا نَحْو ذَلِك
وَسبب هَذَا الإضراب أَنه لَيْسَ من عِنْد الله وَمَا كَانَ من عِنْد غير الله وجدوا فِيهِ اخْتِلَافا كثيرا ﴿فأقم وَجهك للدّين حَنِيفا فطْرَة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا لَا تَبْدِيل لخلق الله ذَلِك الدّين الْقيم وَلَكِن أَكثر النَّاس لَا يعلمُونَ منيبين إِلَيْهِ واتقوه وَأقِيمُوا الصَّلَاة وَلَا تَكُونُوا من الْمُشْركين من الَّذين فرقوا دينهم وَكَانُوا شيعًا كل حزب بِمَا لديهم فَرِحُونَ﴾ [سُورَة الرّوم ٣٠ ٣٢]
ثمَّ مَعَ اشتماله على الْمُحرمَات كلهَا أَو بَعْضهَا يرَوْنَ أَنه من أعظم القربات بل أعظمها وأجلها قدرا وَأَن أَهله هم الصفوة أَوْلِيَاء الله وَخيرته من خلقه وَلَا يرضون بمساواة السَّابِقين الْأَوَّلين من الْمُهَاجِرين والانصار وَسلف الْأمة حَتَّى يتفضلوا عَلَيْهِم وَفِيهِمْ من يساوون أنفسهم
1 / 311