208

Al-istiqāma

الاستقامة

Editor

د. محمد رشاد سالم

Publisher

جامعة الإمام محمد بن سعود

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٣

Publisher Location

المدينة المنورة

Genres

Sufism
بل إِمَّا أَن يفقد فِيهِ الوصفان أَو احدهما وَذَلِكَ أَن الْجُنَيْد ﵁ ذكر أَن التَّوْحِيد قَول الْقلب فأضاف القَوْل إِلَى الْقلب وَهَذَا مِمَّا لَا نزاع فِيهِ أَن القَوْل والْحَدِيث وَنَحْوهمَا مَعَ التَّقْيِيد يُضَاف إِلَى النَّفس وَالْقلب
كَمَا فِي الصَّحِيح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ إِن الله تجَاوز لأمتي عَمَّا حدثت بِهِ أَنْفسهَا مَا لم تَتَكَلَّم بِهِ أَو تعْمل
وَقد قَالَ تَعَالَى إِن النَّفس لأمارة بالسوء [سُورَة يُوسُف ٥٣] وَقَالَ ابو الدَّرْدَاء ليحذر أحدكُم أَن تلعنه قُلُوب الْمُؤمنِينَ وَهُوَ لَا يشْعر وَقَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ مَا زَالَ أهل الْعلم يوعدون بالتذكر على التفكر وبالتفكر على التَّذَكُّر ويناطقون الْقُلُوب حَتَّى نطقت فَإِذا لَهَا أسماع وأبصار فنطقت بِالْعلمِ وأورثت الْحِكْمَة
فوصف الْقلب وَالنَّفس بِأَنَّهُ يَقُول وَيَأْمُر ويتحدث وينطق وَنَحْو ذَلِك يسْتَعْمل مَعَ التَّقْيِيد بأتفاق الْمُسلمين لَكِن النزاع فِي شَيْئَيْنِ

1 / 210