السّخْتِيَانِيّ إِن من جيراني لمن ارجو بركَة دُعَائِهِمْ فِي السحر وَلَو شهد عِنْدِي على جزرة بقل لما قبلت شَهَادَته
وَلِهَذَا يميزون فِي اهل الْخَيْر والزهد وَالْعِبَادَة بَين ثَابت الْبنانِيّ والفضيل ابْن عِيَاض وَنَحْوهمَا وَبَين مَالك بن دِينَار وفرقد السبخي وحبِيب العجمي وطبقتهم وكل هَؤُلَاءِ أهل خير وَفضل وَدين والطبقة الأولى يدْخل حَدِيثهَا فِي الصَّحِيح
وَقَالَ مَالك بن أنس ﵀ ادركت فِي هَذَا الْمَسْجِد ثَمَانِينَ رجلا لَهُم خير وَفضل وَصَلَاح كل يَقُول حَدثنِي أبي عَن جدي عَن النَّبِي ﷺ لم نَأْخُذ عَن أحد مِنْهُم شَيْئا وَكَانَ ابْن شهَاب يأتينا وَهُوَ شَاب فنزدحم على بَابه لِأَنَّهُ كَانَ يعرف هَذَا الشَّأْن
هَذَا وَابْن شهَاب كَانَ فِيهِ من مداخلة الْمُلُوك وَقبُول جوائزهم مَا لَا يُحِبهُ أهل الزّهْد والنسك وَالله يخْتَص كل قوم بِمَا يختاره فَأُولَئِك النساك رووا هَذَا الاثر ليفرقوا بَين الْعَمَل الْمَشْرُوع الْمَأْمُور بِهِ وَمَا لَيْسَ بمشروع مَأْمُور بِهِ
وَجَاء فِي لفظ لما خلق الله الْحُرُوف فآحتج بِهَذَا من يَقُول من الْجَهْمِية إِن الْقُرْآن أَو حُرُوفه مخلوقة فَقَالَ أَحْمد هَذَا كفر لِأَن فِيهِ القَوْل بِخلق مَا هُوَ من الْقُرْآن وَذَلِكَ الْأَثر لَا يعرف لَهُ إِسْنَاد وَلَا