200

Issues of Rhetoric and Criticism by Abd al-Qahir al-Jurjani

من قضايا البلاغة والنقد عند عبد القادر الجرجاني

Genres

وإذا كان الشأن في العاشق والمعشوق أن يوصفا بما ذكره البحتري، وكانت المبالغة في توفير هذا الوصف لكليهما مما يتعلق بها الغرض، ويتفاوت فيها المتكلمون قوة وضعفًا، فصنيع البحتري مما يقتضيه المقام وهو من البلاغة في الصميم. فقد رتب البحتري لجاج الهوى على نهي الناهي له عن حبها ثم يمضي يرتب اللجاج على أصاختها إلى الواشي فظن قبل ذكر المتعلق أنه من نوع بجاجة حتى يتواءما في الحب ويستويا في الصباية والهوى، فلما ذكر المعلق علم أنه ليس من نوعه، وإن كن لا يقل عنه في بابه (١). هذا، وقد أسلفنا لك أن عبد القاهر الجرجاني قد أدخل المزاوجة في باب النظم الذي يتحد في الوضع ويدق فيه الصنع فسلكها في عقد النظم الذي تفرغت منه مسائل البلاغة. ٦) العكس والتبديل: وهو: "أن يقدم في الكلام جزء ثم يؤخر". وله وجوه: أولًا: أن يقع بين أحد طرفي جملة ما وأضيف إليه، كقولهم "عادات السادات، سادات العادات".

(١) الصبع البديعي ص ٤٧٦.

1 / 197