Masāʾil al-ʿaqīda fī Kitāb al-Tawḥīd min Ṣaḥīḥ al-Bukhārī
مسائل العقيدة في كتاب التوحيد من صحيح البخاري
Genres
الفصل الثالث: ما ورد في الرؤية
رؤية المؤمنين ربهم ﷿ يوم القيامة بأبصارهم من المسائل التي تضافرت عليها النصوص وتواترت فيها الآثار وقام عليها إجماع سلف الأمة وسألوا الله أن لا يحرمهم النظر إليه ولكن أبا جهم ومن تبعه من المعتزلة وغيرهم إلا نفي الرؤية وحجتهم " إن إثبات الرؤية يؤدي إلى حدوث الله لان الشيء إنما يرى إذا كان مقابلًا أو حالًا في المقابل وهذه من صفات الأجسام فيوجب ذلك أن يكون الله تعالى جسمًا وإذا كان جسمًا صار محدثًا وإذا كان جسمًا تجوز عليه الحاجة. (١)
وكان ذلك أصلًا من قول جهم الذي نفى الرؤية أحد أصوله كما نقل لنا ذلك الإمام احمد ﵀ في رده على الجهمية فذكر أن الجهم بنى اصل كلامه على ثلاث آيات تشتبه معانيها على من لا يفهمها وذكر منها آية نفي الإدراك لينفي بها الرؤية والمباينة قال تعالى ﴿لا تدركه الأبصار﴾ الأنعام ١٠٣ (٢) ونفى الرؤية عن الله مع النصوص الواردة الكثيرة مؤذن بكفرنا فيه وقد نقل هذا عن الإمام احمد ﵀ أنه قال: من قال أن الله لا يرى في الآخرة فقد كفر عليه لعنة الله وغضبه من كان من الناس. (٣)
وليس للنافين للرؤية إلا تأويل بعض الأدلة أو التعليق بمفهوم بعضها كقوله ﴿لا تدركه الأبصار﴾ أو حجة. أن الرؤية توجب كون المرئي محدثًا حالًا في مكان فأولوا قوله ﴿وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة﴾ القيامة ٢٢ - ٢٣، بأنها منتظرة وهذا خلاف تفسيرها الذي
(١) شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي ٢٧٦
(٢) الرد على الجهمية للإمام احمد ص ١٠٤
(٣) طبقات الحنابلة ١/ ٢٥٣
1 / 212