التمييز بين النجس والطاهر، وفى الخصام هم يقفون للحكم يحكمون حسب أحكامهم ويحفظون شرائعي وفرائضي، في كل مواسمي يقدسون سبوتي . (حزقيال، 44: 23-24)
ومعنى ذلك أن الكهنة سيحوزون أيضا السلطة القضائية بينما تقوم السلطة المدنية بدور هامشي تماما، ويبدأ الحديث عن رئيس ستكون مهمته تقريب الضحايا ليهوه ورعاية المعبد وممارسة الشعائر الدينية؛ لهذا سيجمع الإتاوة من الشعب لصالح المعبد وكهنته. من هنا «كانت الطقوس عند حزقيال أهم كثيرا من الواجبات الأخلاقية».
ولم يعش حزقيال حتى يرى «معظم نبوءاته وهي تطيش» خاصة تلك النبوءات المحددة الواضحة المباشرة؛ ففي بداية نبوءاته في بابل تنبأ «بمحاكمة الملك اليهوذي صدقيا في بابل (17: 20) وهو ما لم يحدث، وتنبأ بدخول نبوخذ نصر صور (إصحاحات 26 و27) وهو ما لم يحدث أيضا».
وفي بابل كان أنبياء آخرون يتنبئون بمستقبل شعب الرب لم تصلنا أسماؤهم لأنه تم إدخالها في كتب أنبياء أكثر شهرة، منها تلك التي نسبت زورا إلى النبي إشعيا ابتداء من الإصحاح 40 وحتى نهاية كتاب إشعيا، واصطلحت مدارس نقد التوراة على تسميتها بكتابي إشعيا الثاني وإشعيا الثالث كاصطلاحات فقط مجازية لا علاقة لها بإشعيا صاحب الكتاب؛ «لأنها أبدا لم تدون بأحداثها زمن إشعيا إنما بعد ذلك، زمن الأسر البابلي وفي الأسر البابلي»، وبعض تلك الإضافات تعود إلى زمن أكثر تأخرا من زمن الأسر البابلي.
يعلن النبي المجهول المتسلل إلى كتاب إشعيا إعلانا إلهيا هو أن يهوه قد قنع بما أنزله على يهوذا من عقوبات استحقتها، وأن آثامها قد تمت مجازاتها وأنها قد قضت فترة عقوبتها وآن أوان تصالحها مع ربها بعد أن انتهى من توقيع الجزاء المناسب الذي ارتاحت له نفسه المكلومة من شعبه المختار.
عزوا عزوا شعبي، يقول إلهكم، طيبوا قلب أورشليم ونادوا بأن جهادها قد كمل، أن إثمها قد عفي عنه، أنها قد قبلت من يد يهوه ضعفين عن كل خطاياها. (إشعيا، 40: 1-2)
وكان كورش يكتسح إيران يوحدها ثم يخرج بجيوشه ليخضع المدن اليونانية في آسيا الصغرى، وتتتالى الأنباء عن التهيؤ الفارسي لاكتساح بابل، وهنا يقوم إشعيا المزيف يتنبأ بانتصار قورش الفارسي على بابل (إشعيا، 41: 25؛ و46: 11) ويعلن النبي المجهول أن يهوه قد وقع اختياره على قورش ليكون هو ممسوحه المسيح :
هكذا يقول يهوه «لمسيحه قورش» الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمما وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق ... لأجل عبدي يعقوب وإسرائيل مختاري دعوتك باسمك، «لقبتك وأنت لست تعرفني». (إشعيا، 4: 1-4)
وفي إضافات إشعيا الثاني تجد كلمات وصفات أبدا ليس لها مثل في بقية إشعيا الأصلي، ثم كلمات لم تعرفها لغة العهد القديم إلا بعد البقاء في الأسر البابلي مدة سمحت بنحت ألفاظ جديدة واصطلاحات جديدة، ودلالات جديدة لألفاظ قديمة. ويعلن إشعيا الثاني عن قورش الفارسي.
هو يبني مدينتي ... ويطلق سبيي لا بثمن ولا بهدية. (إشعيا، 45: 13)
Unknown page