247

============================================================

الرضاعة، كما أني ابوك من الرضاعة، فإن الحضرة السعادية لا تقبل الا إخوان الرضاعة وآباء هما وأمهاتها، فانها النافعة عند الله . الا ترى العلم يظهر في صورة اللبن في حضرة الخيال ، هذا لأجل الرضاع.

وانقطع ظهر صاحب النظر لما انقطع عنه نسب أبوة إبراهيم عليه السلام ، ثم أمره أن يدخل البيت المعمور، فدخله، دون صاحبه وصاحبه منكوس الرأس ثم خرج من الباب الذي دخل .

آخر الدخان ثم ارتحل [ التابع] من عنده [من عند ابراهيم عليه السلام) يطلب العروج ومسك صاحب (صاحب] النظر هناك، وقيل له : قف حتى يرجع صاحبك، فإنه لا قدم لك هنا، هذا آخر الدخان . فقال : أسلم ، وأدخل تحت حكم ما دخل فيه صاحي . قيل له : ليس هذا موضع قبول الاسلام، إذا وجعت الى موطنك الذي منه جئت أنت وصاحبك، فهناك إذا أسلمت وآمنت واتبعت سبيل من أناب الى الله إنابة الرسل المبلغين عن الله ، قبلت كما قيل صاحبك ؛ فيقي هنالك سدرة المتتهى : ومشى التابع قبلغ يه سدرة المتتهى ، فراى صور أعمال السعداء من النبيين واتباع الرسل ، ورأى عمله في جملة أعمالهم، فشكر الله على ما وفقه اليه من اتباع الرسول المعلم وعاين هالك أربعة انهار: منها نهر كبير عظيم، وجداول صغار تنبعث من ذلك النهر الكيير، وذلك النهر الكبير تتفجر منه الأنهار الكبار الثلاثة ، فسال التابع عن تلك الأنهار والجداول، فقيل له : هلا مثل مضروب أقيم لك، هذا النهر الأعظم هو : القرآن ، وهذه الثلائة الأنهار : الكتب الثلائة التوراة والزبور والانجيل، وهذه الجداول : الصحف المنزلة على الأنبياء ، فعن شرب من أي نهر كان او أي جدول ، فهويلن شرب منه وارث، وكل حق فإنه كلام الله ؛ والعلياء ورثة الأنبياء بما شربوا من هذه الأنهار والجداول ، فاشرغ في نهر القرآن تفز بكل سبيل للسعادة، فإنه نهر محمد، الني صحت له النيوة وآدم بين الماء والطين، واوتي جوامع الكلم، ويعت عامة، وتيخت به فرو) الأحكام، ولم يسخ له حكم بفيره وانظر إلى حسن النور الذي غشي تلك السدرة . وإليها تتهي أعمال بني آدم السعاية ، وفيها خازنها الى يوم الدين، وهنا أول أقدام السعداء ، والسماء السابعة التي وقف عندها صاء بك، متهى الدخان منازل السائرين: ثم قيل لهذا التابع إرق، فرقى في فلك المنازل ، فتلقاه من هنالك من الملائكة والأرواح الكوكبية، ما يزيد على ألف وعشرات من الحضرات تسكنها هذه الأرواح فعاين منازل الساثرين الى الله تعالى بالأعمال المشروعة، وقد ذكر من ذلك الصروى في جزء له، سماه: منازل الساثرين، يجتوي على مائة مقام ، كل مقام يحتوي على عشرة مقاميات، وهي : المنازل . وأما نحن فذكرتا من هذه المنازل في كتاب لنا، سميناه : مناهج الارتقاء، يحتوي على 247

Page 247