245

============================================================

ثم رد وجهه اليه، وقال له : هذه سماء خلافة البشر، فضعف حكم إمامها وقد كان اصلها أقوى المباني ، فأمر باللين بالجبابرة الطغاة ، فقيل لنا "قؤلا له قولا لينأ .. . فانظر يا ولي ما أثرت خاطبة اللين وكيف اثمرت هذه الثمرة ، فعليك أيها التابع باللين في الأمور فإن النفوس الأبية تتقاد بالاستمالة، ثم امره بالرفق بصاحبه صاحب النظر . .. ثم أمره ان يجعل ما تقتضيه سماؤه من سفك الدماء في القرابين والأضاحي .. ثم خرج من عنده بخلمة نزيله وأخذ بيد صاحبه .

السماء السادسة: وانصرفا يطلبان السماء السادسة، فتلقاه موسى عليه السلام ومعه وزيره البرجيس، فلم يعرف صاحب التظر موسى عليه السلام ، فاخذه البرجيس فانزله، ونزل التابع عند موسى ؛ فافاده اثفى عشر ألف علم من العلم الإهي ، سوى ما أفاده من علوم الدور والكور ...

واعلمه أن التجلي الإلهي انما يقع في صور الاعتقادات وفي الحاجات، فتحفظ، ثم ذكر له طلبه النار لأهله فما تجلى له الا فيها ، إذ كانت عين حاجته ، فلا يرى إلا في الإفتقار، وكل طالب فهوفقير الى مطلوبه ضرورة واعلمه في هذه السماء خلع الصور من الجوهر والباسه صورا غيرها، ليعلمه أن الأعيان أعيان الصور لا تنقلب، فإنه بؤدي الى انقلاب الحقائق؛ وإنما الإدراكات تتعلق بالمدركات، تلك المدركات لا صحيحة لا شك فيها، فيتخيل من لا علم له بالحقائق أن الأعيان انقليت وما انقليت . وهنا بحور طامية لا قعر لها ولا ساحل ، وعزة ربي لو عرفتم ما فيهت به في هذه الشذور لطريتم طرب الأبد، ولخفتم الحوف الذي لا يكون معه آمن لأحد ، تدكذك الجبل : عين ثباته، وافاقه وسى : عين صعقته أيها التابع المحمدي لا تغقل عما نبهتك عليه ، ولا تبرح في كل صورة ناظرأ إليه، فإن المجلى أجل . ثم أخذ بيده البرجيس، وجاء به الى صاحب النظر، فعرفه ببعض ما يليق به ما علمه التابع من علم موسى بما يختص من تاثيرات الحركات الفلكية في النشات العنصرية لا غير، فارتحلا من عنده : الحمدي على رفرف العناية، وصاحب النظر على براق الفكر.

السماء السابعة: فقتح لهما السماء السابعة، وهي الأولى من هناك على الحقيقة، فتلقاه ابراهيم الخليل عليه السلام، وتلقى صاحب النظر كوكب كيوان، قآنزله في بيت مظلم قفر مرحش، وقال له : هذا بيت أخيك، يعني نفسه، فكن به حتى آتيك فإني في خدمة هذا التابع المحمدي ، من أجل من تزل عليه وهو خليل الله قجاء [كيوان) اليه [إلى ابراهيم عليه السلام) فوجده مسندأ ظهره الى البيت المعمور، والتابع جالل يين يديه جلوس الإبن يين يدي آبيه ، وهو يقول له : نعم الولد البار، فسأله التابع عن الثلاثة الأنوار، ققال : هي حجتي على قومي آتانيها الله عناية منه بي ، لم أقلها إشراكا لكن جعلتها حبالة صائد اصيد بها ما شرد من عقول قومي ثم قال له : ايها التابع ميز المراتب، واعرف المذاهب ، وكن على بينة من ربك في أمرك، ولا 245

Page 245