244

Ismacil Casim

إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب

Genres

ودم فائزا بالآمال

نسيب (لسعيد) :

اعلم يا ابن أختي أني حضرت إليك؛ لأقص أعجب الأنباء عليك، وهو أن عمك الأمير ظافر، سول لوالدك إدخالك في دائرة العساكر، وظاهر قصدهم والمراد، إبعادك عن السيدة سعاد، ولكن غرض عمك المكنون، إيقاعك في عذاب الهون، وقد كتب لقائد الجيش، أن يحرمك من لذة العيش؛ لما بين أبيك وهذا القائد، من الضغائن والمكائد، وهو اليوم يترقب لكم فرصة الانتقام، على طول الأيام، ووالدك لحسن نواياه لم يدرك ما أضمره له أخاه، وبلغني أنه بعث في طلبك؛ ليرسلك بيده إلى عطبك، فلم أتمالك دون أن بادرت بالحضور؛ لأخبرك بحقائق الأمور.

سعيد (لنسيب) :

لقد أوريت نار همي، وما سبب عداوة والدي وعمي؟

نسيب (لسعيد) :

اعلم أن والدة أبيك طاهر، غير والدة عمك ظافر، وقد مات والدهما وهما صغيرين، وترك لهما ثروة تملأ العين. فأما والدة أبيك فكانت عالية النسب، كاملة الأدب، فقامت بحق تأديبه، وحسن تهذيبه، ولما بلغ والدك مبلغ الرجال، زوجته بأمك ذات الكمال، وصفت لهما بذلك الأوقات، وهذا نتيجة فضيلة الأمهات، وأما والدة عمك فإنها سافلة الحسب، كثيرة الزهو قليلة الأدب، ففرحت بموت بعلها، وألهاها الغرور عن تربية نجلها، فشرب من نبعها، وجرى على طبعها ، حتى أثقل كاهلهما الدين، وأصبحا صفر اليدين، وهذا نتيجة جهل الأمهات، والانغماس في الشهوات، ثم داخلهما الحسد الشديد عليك وعلى أبيك يا سعيد، وهما يعملان على حتفه؛ ليغتالا أمواله رغم أنفه، وهذا نتيجة جهل الضرائر، وما ينجم عنهن من الخسائر. فهذه حقائق أقصها عليك، والأمر يا ابن أختي إليك.

سعيد (لنسيب) :

كل شيء بإرادة الله وعلمه، وهو الحاكم لا معقب لحكمه، وماذا عسى يعمله القائد مهما أراد، إذا سلك الإنسان سبيل الاستقامة والرشاد؟! وإني على كل حال أيها الكريم، أكرر لك الشكر مصحوبا بالتكريم.

نسيب (لسعيد) :

Unknown page