218

Ismacil Casim

إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب

Genres

وأسبل لنا ستر الكمال

يا رب أنت بنا لطيف (ستار)

الفصل الخامس (في قصر الملك.)

الملك (للملكة) :

ما بال صدري في حرج، وأفكاري هذه الليلة في هرج، وكثيرا ما تنقلت في المقاصير، وسمعت نغمات الأوتار والمزامير، وأنت يا عزيزتي معي بمرآي ومسمعي، ولم يفرج كل ذلك ما بي من قلقي واضطرابي، ولا بد أن يكون حدث في الرعية أمر فوق العادة المرعية؛ ولهذا بعثت في طلب كاتب الأسرار؛ ليخبرني بما عساه يكون وصل من الأخبار.

الملكة :

طب نفسا يا سلطان البرية، فإنك إمام العدل في الرعية، وكل ملك جعل العدل عامله، واتخذ الحق مزامله، وسلك سبيل الإنصاف، وتخلق بطهارة الذمة والعفاف، وقام بحقوق الله والملك، فإنه ينجو مع رعيته من الهلك، وأنت لله الحمد يا ملك الزمان متصف بهذه الصفات الحسان، وكل عمالك على صراطك المستقيم سائرون، وحول مركز الاعتدال دائرون، فعلام هذا الأرق، والاضطراب والقلق؟! فالله سبحانه يبقيك، ومن كل أسواء يقيك.

الملك :

اعلمي أيتها الملكة السعيدة، وجوهرة حياتي الفريدة، أن السلطان في الرعية كالشمس المضية، والعمال كالنجوم حوله دائرون، وعلى مقتضى نظام حركته متحركون. فإذا هو اختل في سيره، ولم يراقب حركات غيره، لا جرم ينفرط سلك النظام، وتنفسد أحوال الأنام؛ ولذلك وجب على السلطان أن يكون متيقظا، وعلى شئون رعيته متحفظا، ولا يعتمد في الأحكام إلا على الأفاضل الأعلام، ولا يكتفي بانتقاء العمال، بل يكون رقيبا عليهم في الأعمال، وأنه لا يقف عند هذا الحد فقط، بل يراقب بنفسه تنفيذ الشريعة على أقوم نمط، وإني وإن كنت واثقا بوزرائي، وعمالي أمنائي، مراقبا أعمالهم بنفسي، قائما فيهم بمعناي وحسي، إلا أن ضيق صدري ما انفرج، وما أدري سبب هذا الحرج. (يدخل حسان التشريفاتي.)

حسان :

Unknown page