48

Wasaṭiyyat al-Islām wa-samāḥatuhu - Wahba al-Zuḥaylī

وسطية الإسلام وسماحته - وهبة الزحيلي

Publisher

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Genres

وهذا ما قرره القرآن الكريم صراحة في قوله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٥٦] والآية محكمة باقية على مفهومها، وتقرر شرعًا دائمًا كما صرح بذلك أغلب المفسرين (١)
ويؤكد ذلك آية أخرى في معناها: ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ . . . [الكهف: ٢٩] وليس هذا بمعنى التخيير، وإنما هو تهديد ولوم بعد ظهور الأدلة الواضحة والقاطعة على أحقية الإسلام بالاتباع، ومع ذلك فإن المصلحة في هذا التهديد إنما هي للإنسان، ولكن دون مصادمة حريته.
هذا. . ولم يثبت في تاريخ الإسلام أن المسلمين مارسوا الإكراه على الدين مع غير المسلمين، كما صرح أرنولد في كتابه " الدعوة إلى الإسلام ".
٥- مقاومة كل أنواع التطرف والغلو في البلاد التي لا عدوان فيها على المسلمين:

(١) تفسير الطبري ٣ / ١٠، البحر المحيط لأبي حيان ٢ / ٢٨١، تفسير القرطبي ٣ / ٢٨٠، أحكام القرآن لابن العربي ١ / ٢٣٣.

1 / 48