Islāmiyya lā Wahhābiyya
إسلامية لا وهابية
Publisher
دار كنوز أشبيلية للنشر ١٤٢٥ هـ
Genres
بأنّا نفسر القرآن برأينا، ونأخذ من الحديث ما وافق فهمنا، من دون مراجعة شرح، ولا معول على شيخ، وأنّا نضع من رتبة نبينا محمد ﷺ بقولنا: النبي رمة في قبره، وعصا أحدنا أنفع له منه، وليس له شفاعة، وأن زيارته غير مندوبة، وأنه كان لا يعرف معنى لا إله إلا الله، حتى أنزل عليه ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [محمد: ١٩]، مع كون الآية مدنية ...» إلى أن قال: «فجميع هذه الخرافات، وأشباهها لما استفهمنا عنها من ذكر أولًا، كان جوابنا في كل مسألة من ذلك، سبحانك هذا بهتان عظيم، فمن روى عنّا شيئًا من ذلك، أو نسبه إلينا، فقد كذب علينا وافترى.
ومن شاهد حالنا، وحضر مجالسنا، وتحقق ما عندنا، علم قطعًا: أن جميع ذلك وضعه، وافتراه علينا، أعداء الدين، وإخوان الشياطين» .
إلى أن قال: «والذي نعتقده: أن رتبة نبينا محمد ﷺ أعلى مراتب المخلوقين على الإطلاق، وأنه حي في قبره حياة برزخية، أبلغ من حياة الشهداء المنصوص عليها في التنزيل، إذ هو أفضل منهم بلا ريب، وأنه يسمع سلام المسلم عليه، وتسن زيارته، إلا أنه لا يشد الرحل إلا لزيارة المسجد والصلاة فيه، وإذا قصد مع ذلك الزيارة فلا بأس، ومن أنفق نفيس أوقاته، بالاشتغال بالصلاة عليه ﷺ الواردة عنه، فقد فاز بسعادة الدارين، وكفى همه وغمه، كما جاء في الحديث عنه» (١) .
وقال الشيخ عبد الله بن سليمان البليهد: «فحق النبي ﷺ محبته المقدمة على محبة النفس والولد والأهل والمال وتصديقه وطاعته» (٢) .
وقال الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود في رسالته إلى أحمد بن علي القاسمي: «وأما قولك أن ناسًا من أصحابنا ينقمون عليكم في تعظيم النبي المختار ﷺ، فنقول بل الله سبحانه افترض على الناس محبة النبي ﷺ وتوقيره، وأن يكون أحب إليهم من أنفسهم وأولادهم والناس أجمعين، لكن لم يأمرنا بالغلو فيه وإطرائه، بل هو ﷺ نهى عن ذلك» (٣) .
ويقول الشيخ محمد بن عثمان الشاوي في كتابه (القول الأسد في الردَّ على الخصم
(١) الدرر السنية (١، ٢٣٠) .
(٢) عن دعاوى المناوئين ص (٩٤، ٩٥) .
(٣) الدرر السنية (١) .
1 / 124