57
أحدا لشجاعة ولا سخاء، وإنما يسودون من إذا شتم حلم، وإذا سئل حاجة قضاها أو قام معهم فيها، ولسان حالهم:
وقد يبغض الحيات أولاد آدم
وأبغض ما فيها إليهم رءوسها
وما ابتليت يوما بشر قبيلة
أضر عليها من سفيه يسوسها
وانتهى الشرف في قريش أيام الجاهلية إلى عشرة رهط من عشرة أبطن وهم: هاشم وأمية ونوفل وعبد الدار وأسد وتيم ومخزوم وعدي وجمح وسهم، وتسلسل هذا الشرف فيهم في الإسلام، فكانت هاشم تسقي الحجيج، وبقي لها ذلك في الإسلام، ومثلها أمية كانت عندها الراية واسمها العقاب، وكانت لنوفل الرفادة وهي أن تخرج مالا ترفد به منقطع الحاج، وكان لبني عبد الدار اللواء والسدانة والحجابة والندوة، ولأسد المشورة، ولتيم الأشناق وهي الديات والمغرم، ولبني مخزوم القبة والأعنة، ولعدي السفارة، ولجمح الأيسار وهي الأزلام، ولسهم الحكومة والأموال المحجرة التي سموها لآلهتهم.
قال أبو عثمان الجاحظ:
58
وأنشدت سهل بن هارون قول سلمة بن خرشب وشعره الذي أرسل به إلى سبيع التغلبي في شأن الرهن التي وضعت بين يديه في قتال عبس وذبيان، فقال سهل بن هارون: والله لكأنه سمع رسالة عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، إلى أبي موسى الأشعري في سياسة القضاء وتدبير الحكم. والقصيدة قوله:
Unknown page