وكانوا يؤخرون شهر المحرم إلى صفر لحاجتهم إلى شن الغارات وطلب الثارات، ويؤخرون الحج عن وقته تحريا منهم للسنة الشمسية وهو ما يسمونه بالنسيء، وفي التنزيل:
إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين ،
41
وقد كانت قريش وأكثر العرب يطوفون بالبيت عراة، ويحرمون على أنفسهم اللحم والودك،
42
فنزل قوله تعالى:
يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ،
43
ونهت السنة عن أربعة وهي: لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر. والعدوى معروفة، والطيرة: التطير أو التشاؤم، والهامة: ما كانت العرب تعتقده من أن القتيل إذا طل دمه فلم يدرك بثأره صاحت هامته بالقبر اسقوني، وأما الصفر: فهو كالحبة يكون في الجوف يصيب الماشية والناس، وهو أعدى عندهم من الجرب، وقيل: شهر صفر وكان العرب يعدونه شؤما. «كان العرب يأكلون
44
Unknown page