315

Mawqiʿ al-Islām Suʾāl wa-Jawāb

موقع الإسلام سؤال وجواب

Genres

منكر لعذاب القبر بحجة أنه لو كشف القبر لم يلحظ تغير
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف نجيب من ينكر عذاب القبر ويحتج بأنه لو كشف القبر لوجد لم يتغير ولم يضق ولم يتسع؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
قال الشيخ محمد بن عثيمين ﵀:
" يجاب من أنكر عذاب القبر بحجة أنه لو كشف القبر لوجد أنه لم يتغير بعدة أجوبة منها:
أولًا:
أن عذاب القبر ثابت بالشرع قال الله تعالى في آل فرعون: (النار يعرضون عليها غدوًا وعشيًا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) غافر / ٤٦.
وقوله ﷺ: " فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع ثم أقبل بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار، قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار، فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر" رواه مسلم ٢٨٦٧. وقول النبي ﷺ في المؤمن: " يفسح له في قبره مد بصره " رواه البخاري ١٣٧٤ ومسلم ٢٨٧٠ إلى غير ذلك من النصوص.
فلا يجوز معارضة هذه النصوص بوهم من القول بل الواجب التصديق والإذعان.
ثانيًا:
أن عذاب القبر على الروح في الأصل، وليس أمرًا محسوسًا على البدن فلو كان أمرًا محسوسًا على البدن لم يكن من الإيمان بالغيب ولم يكن للإيمان به فائدة لكنه من أمور الغيب، وأحوال البرزخ لا تقاس بأحوال الدنيا.
ثالثًا:
أن العذاب والنعيم وسعة القبر وضيقه، إنما يدركه الميت دون غيره والإنسان قد يرى في المنام وهو نائم على فراشه أنه قائم وذاهب وراجع، وضارب ومضروب، ويرى أنه في مكان ضيق موحش، أو في مكان واسع بهيج، والذي حوله لا يرى ذلك ولا يشعر به.
والواجب على الإنسان في مثل هذه الأمور أن يقول: سمعنا وأطعنا، وآمنا وصدقنا. "
[الْمَصْدَرُ]
مجموع فتاوى ابن عثيمين ﵀ (٢/٢٩) .

1 / 314