Ishtiqaq Asma Allah
اشتقاق أسماء الله
Investigator
د. عبد الحسين المبارك
Publisher
مؤسسة الرسالة
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤٠٦هـ - ١٩٨٦م
Genres
قتول، وامرأة قتول، وكذلك صبور وغدور وجهول وما أشبه ذلك، وقال الخطيئة:
ألا آل ليلى آذنوا بقفول ... وما آذنوا ذا حاجة برحيل
تنادوا فحثوا للترحل غيرهم ... فبانوا بجماء العظام قتول
الشاكر
الشاكر: اسم الفاعل من شكر يشكر فهو شاكر ومشكور، والشكر: مقابلة المنعم على فعله بثناء عليه، وقبول لنعمته، واعتراف بها، هذا أصله في اللغة.
فلما كان الله ﷿ يجازي عباده على أفعالهم ويثيبهم على أقل القليل منها ولا يضيع لديه ﵎ لهم عمل عامل كان شاكرًا لذلك لهم أي مقابلًا له بالجزاء والثواب، لأن من لم يشكر من الآدميين فعل المنعم عليه فقد كفر. والله ﷿ تتضاعف لديه الحسنات، ولا يضيع عنده أجر العاملين، فتأويل الشكر منه ﷿ هو المجازاة على أفعال المطيعين.
فإن قال قائل: فإذا كان الشكر منه ﷿ إنما هو مجازاة العاملين ومقابلة الأفعال بالثواب والجزاء فقالوا إنه يشكر أيضًا أفعال الكفار لأنه يجازيهم عليها.
قيل له: ذلك غير جائز لأنا قد قلنا: إن الشكر في اللغة إنما هو مقابلة المنعم على فعله بالثناء والاعتراف بفعله، ولما كان المسيء من العباد لا يقال له منعم ولم يستحق بذلك شكرًا بل استحق الذم، والسب لم يجز أن يكون الكفار محسنين في أفعالهم فيستحق الجزاء عليها والمقابلة بالجميل، بل كانوا مسيئين والمسيء مستحق للعقوبة والسب فلم يجز أن يسمى الفعل المقابل لفعالهم شكرًا.
ومعنى شكر العباد لله ﷿ هو كما ذكرنا من الآدميين اعترافهم بطوله ﷿، وإنعامه ومقابلة ذلك بالإقرار والخضوع والطاعة له، ولذلك قال ﷿: ﴿لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد﴾. فأخذ المتمثلون والخطباء
1 / 87