71

Ishaca

الإشاعة لأشراط الساعة

Publisher

دار المنهاج للنشر والتوزيع

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Publisher Location

جدة - المملكة العربية السعودية

Genres

على المدينة، فقال: "ويل أُمّها، قريةٌ يدعها أهلها كأينع ما تكون". وَروى ابن شبة عن شريحِ بن عبيد؛ أنه قرأ كتابًا لكعب: ليغشين أهل المدينة أمرٌ يُفْزِعهم حتى يتركوها وهي مُذللةٌ، وتبول السنانير على قطائف الخز ما يروعها شيء، وحتى تخرق الثعالب في أسواقها ما يروعها شيء. وفي "الموطأ": "لتتركنّ المدينة على أحسن ما كانت، حتى يدخل الكلب أو الذئب فيقذي -أي: يبول- على بعض سواري المسجد". ورواه ابن شَبّة، ولفظه: "فيقذي على سواري المسجد والمنبر". قال القاضي عياض: إنَّ هذا جرى في العصر الأول، وإنها تركت أحسن ما كانت من حيث الدين والدنيا، أما الدين: فلكثرة العلماء بها، وأما الدنيا: فلعمارتها واتساع حال أهلها. وذكر الإخباريون: أنه رحل عنها أكثر أهلها، وبقيت ثمارها للعوافي، وخلت مدة ثم تراجعوا. قال: وقد حكى قومٌ كثيرون أنهم رأوا ما أنذر به ﷺ من تقذية الكلاب على سواري مسجدها. انتهى وقال النووي: الظاهر المختار أن الترك لها يكون آخر الزمان. قال السيد السمهودي في "تاريخها": إنه ورد ما يقضي أن الترك لها يكون مُتعددًا؛ فقد روى ابن شبة: "ليخرجن أهل المدينة منها ثم ليعودون إليها، ثم ليخرجن منها ثم لا يعودون إليها". وروي أيضًا عن عمر ﵁ مرفوعًا: "يخرج أهل المدينة منها، ثم يعودون إليها فيعمرونها، ثم تمتلئ وتبنى، ثم يخرجون منها ولا يعودون إليها أبدًا". قال: فالظاهر أن ما ذكره القاضي عياض هو الترك الأول، وسببه كائنة الحرة؛ كما في حديث أبي هريرة ﵁: "يخرجهم أمراء السوء"، وأنه بقي الترك الذي يكون آخر الزمان. انتهى ملخصًا.

1 / 76