Al-Ishāʿa li-ashrāṭ al-sāʿa
الإشاعة لأشراط الساعة
Publisher
دار المنهاج للنشر والتوزيع
Edition Number
الثالثة
Publication Year
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Publisher Location
جدة - المملكة العربية السعودية
Genres
ثم تأخذهم ظُلمةٌ لا يُبصر أحدهم كفه، فينزل ابن مريم ﵇ فيحسر عن أبصارهم وبين أظهرهم رجل عليه لأمة، فيقولون: من أنت؟ فيقول: أنا عبد الله وكلمته؛ عيسى، اختاروا إحدى ثلاث: أن يبعث الله على الدجال وجنوده عذابًا جسيمًا، أو يَخْسِفَ بهم الأرض، أو يُرسل عليهم سلاحكم ويكف سلاحهم عنكم؟ فيقولون: هذه يا رسول الله أشفى لصدورنا. فيومئذ يُرى اليهودي العظيم الطويل الأكول الشروب لا تقل يده سيفه من الرعب، فينزلون إليهم فيسلطون عليهم".
وفي رواية: "فبينما إمامهم -أي: المهدي- وقد تقدم يُصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم نبي الله عيسى ابن مريم ﵇ للصبح، فرجع المهدي قهقرى؛ ليتقدم عيسى ﷺ يُصلي بالناس، ويقال له: يا روح الله؛ تقدم -أي: يقول له بعض من لم يحرم بالصلاة-. فيقول: ليتقدم إمامكم فليُصلِّ بكم. ويضع عيسى ﵇ يده بين كتفيه، فيقول له: تقدم فإنها لك أُقِيمت. فيصلي بهم إمامهم، فإذا انصرف قال عيسى ﵇: افتح. فيفتح، ووراء الدجال سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف محلىً بوساج، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء، وانطلق هاربًا، فيقول له عيسى ﵇: إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها. فيدركه عند باب لُدّ الشرقي، فيقتله، ويهزم الله اليهود".
تَنبيه
لُدّ؛ بضم اللام وتشديد الدال المهملة، بوزن مُدّ: بلد بناحية بيت المقدس، بينه وبين الرملة مقدار فرسخ إلى جهة دمشق، متصلة نخيله بنخيلها.
وفي رواية لمسلم: "فبينما هو -أي: الدجال- كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهروذتين -أي: بالذال المعجمة والمهملة؛ أي: مصبوغتين بالهرذ؛ وهو شيء أصفر أو بالزعفران أو الورس- واضعًا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر -أي: الماء- من شعره، وإذا رفعه تحدر منه مثل الجُمان -أي؛ بضم الجيم وتخفيف الميم: حبات من الفضة تصنع على هيئة اللؤلؤ الكبار- كاللؤلؤ، فلا يَحِلُّ لكافر يجد من ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي
1 / 255