129

Ishaca

الإشاعة لأشراط الساعة

Publisher

دار المنهاج للنشر والتوزيع

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Publisher Location

جدة - المملكة العربية السعودية

Genres

ولأنها أُمُّ المؤمنين وَحَبيبةُ رسول الله ﷺ، فكلهم مأجورون، إلا أن عليا له أجران؛ أجر الاجتهاد، وأجر الإصابة، وغيره له أجر الاجتهاد فقط.
وأما معاوية ﵁: فهو وإن كان باغيًا لم يدخل في البيعة، بل كان طالبًا للمُلك، وإنما جعل طلب الدم وسيلة إلى طاعة أهل الشام له، وقد ظهر له بغيه بقتل عمار بن ياسر (١) ﵁، فأخبروه بأن النبي ﷺ قال لعمار: "إنما تقتلك الفئة الباغية" (٢)، ولأنه لما تَولّى بعد نزول الحسن ﵁ عن الخلافة لم يَقتُل (٣) أحدًا بدم عثمان ﵁ ولا طالبه، ولم يكن له سابقة ولا هجرة على الأصح، فإنه من مُسلِمَةُ الفتح.
وقد قال عمر ﵁: إن هذا الأمر في أهل بدر والمهاجرين الأولين ما بقي منهم أحد، وليس لطَليقٍ ولا لمُسلمة الفتح فيه نصيب.
لكنه لكونه صِهرًا لرسول الله ﷺ، وكاتبًا للوحي، وله صحبة، وقد قال ﷺ: "إذا ذُكِر أصحابي فأمسكوا"، وقال: "الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضًا بعدي. . ." الحديث ينبغي الإمساكُ عن ذكره إلا بخير، على أنه ﷺ قد أخبره بأنه يتَولّى وقال: "يا معاوية؛ إذا وُليتَ فأحسن"، ودعا له فقال: "اللهم؛ اجعله هاديًا مهديًا، واهد به".
وقال أمير المؤمنين عَليٌّ ﵁: لا تكرهوا إمرة معاوية، والله لو فقدتموه لرأيتم الرؤوس تنزل عن كواهلها كالحنظل.
وأما الحَرُورية: فلا حاجة إلى الاعتذار عنهم بعدما قال ﷺ: "يمرقون من الدِّين مروق السهم من الرمية"، ونحوه من الأحاديث.

(١) لكن بعد ثبوت أنه قتله شيعته، وقيل: قتلته الخوارج؛ كما في العيني (٢/ ٣٩٣). (ز).
(٢) لكن للمخالف أن طلحة ﵁ كان ممن قتله جماعة علي ﵁، وكان ممن قضى نحبه؛ كما في الترمذي (٢/ ١٦٩)، وبسطه في "الكوكب" (ج ٢)، والسيوطي في "الدر" (٥/ ١٩١) (ز).
(٣) ذكر الحافظ في "تهذيبه" في ترجمة محمد بن أبي بكر: أنه قتله وجماعة كبيرة غيره في دم عثمان ﵁ (ز).

1 / 134