336

ذلك الدرب، فوجدا الحارس، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) [لعلي بن أبي طالب](1): اصفعه بيدك فإنه يسبك، فضربه أمير المؤمنين (عليه السلام) بين كتفيه، وانتبه الشاعر منزعجا من المنام.

ثم انتظر الصوت الذي كان يسمعه من الحارس كل ليلة فلم يسمعه فعجب من ذلك، ثم سمع صياحا ورأى رجالا قد أقبلوا إلى دار الحارس، فسألهم الخبر فقالوا: ان الحارس قد حصل له بين كتفيه ضربة بقدر الكف وهي تتشقق وتمنعه القرار، فلم يكن وقت الصباح حتى مات وشاهده بذلك الحال أربعون نفسا(2).

وروي أيضا انه كان لأبي دلف ولد، فتحادث أصحابه في حب علي (عليه السلام) وبغضه، فروى بعضهم عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال: يا علي ما يحبك إلا مؤمن تقي، ولا يبغضك إلا كافر منافق شقي ولد زنية أو حيضة.

فقال ولد أبي دلف: ما تقولون في الأمير هل يؤتى في أهله؟ فقالوا: لا، فقال: أنا أبغض عليا وليس كما روى هذا الرجل، فخرج أبوه وهم في التشاجر فقال: ما تقولون؟ فقالوا: كذا، وحكوا كلام ولده، فقال: والله ان هذا الخبر حق، وانه لولد زنية وحيضة معا، إني كنت مريضا في دار أخي فتماثلت ودخلت علي جاريته لقضاء حاجة، فدعتني نفسي إليها، فأبت وقالت: اني حائض، فكابرتها على نفسها ووطأتها، فحملت بهذا الذي يبغض عليا فهو لزنية وحيضة(3).

وروي أيضا انه كان ببلد الموصل شخص يقال له حمدان بن حمدونالعدوي، وكان شديد العناد كثير البغض لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، فأراد بعض أعيان أهل الموصل الحج، فجاء إليه يودعه وقال: اني قد عزمت على

Page 342