292

Irshad Qulub

إرشاد القلوب - الجزء2

Genres

قال: فتوضأ الغلام وأسبغ ثم صلى ركعتين وأحسن، فلما فرغ من صلاته سجد سجدة الشكر، وجعل يبكي في سجوده ويدعو ويقول: (اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، مذنب خاطئ ارتكبت من ذنبي كيت وكيت، وقد أتيت حجتك في أرضك وخليفتك في بلادك وكشفت له عن ذنبي، فعرفني ان تمحيصي في احدى ثلاث خصال: ضربا بالسيف، أو هدم جدار، أو حرقا بالنار، اللهم وقد سألته عن أشدها تمحيصا لذنبي فعرفني ان الحرق بالنار، اللهم واني قد اخترته، وصل على محمد وآل محمد، واجعله تمحيصا لي من النار).

قال: فبكى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم التفت إلى أصحابه وقال: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، ثم قال له: قم يا هذا الرجل فقد غفر الله لك ذنبك، ودرأ عنك الحد، فقال له أصحابه: يا أمير المؤمنين فحد الله في جنبه لا تقيمه؟ فقال: الحد الذي عليه لله هو للإمام، فإن شاء أقامه وإن شاء وهبه(1).

مرفوعا إلى سلمان الفارسى رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي (صلى الله عليه وآله) في المسجد إذ دخل العباس بن عبد المطلب، فسلم فرد النبي (صلى الله عليه وآله) ورحب به، فقال: يا رسول الله بما فضل علينا علي بن أبي طالب أهل البيت والمعادن واحدة؟

فقال النبي (صلى الله عليه وآله): اذن اخبرك يا عم، ان الله خلقني وخلق عليا ولا سماء ولا أرض ولا جنة ولا نار ولا لوح ولا قلم، فلما أراد الله عزوجل بدؤ خلقنا تكلم بكلمة فكانت نورا، ثم تكلم بكلمة ثانية فكانت روحا، فمزج فيما بينهما واعتدلا فخلقني وعليا منهما، ثم فتق من نوري نور العرش فأنا أجل من العرش، ثم فتق من نور علي نور السماوات فعلي أجل من السماوات، ثم فتق من نور الحسن

Page 298