96

Irshād al-ʿibād ilā maʿānī Lamʿat al-iʿtiqād

إرشاد العباد إلى معاني لمعة الاعتقاد

Publisher

دار التدمرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢

Genres

الشفاعة
ويشفع نبينا محمد ﷺ فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر، فيخرجون بشفاعته بعدما احترقوا وصاروا فحمًا وحمما، فيدخلون الجنة بشفاعته، ولسائر الأنبياء والمؤمنين والملائكة شفاعات، قال الله تعالى: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾ [الأنبياء:٢٨]، ولا تنفع الكافر شفاعة الشافعين.
الشرح
قوله: «ويشفع نبينا محمد ﷺ فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر، فيخرجون بشفاعته بعدما احترقوا وصاروا فحمًا وحمما، فيدخلون الجنة بشفاعته»: هذه الشفاعة في أهل التوحيد ممن يدخل النار، فإن الرسول ﷺ يشفع في من دخل النار من أمته أربع مرات، في كل مرة يحد الله له حدًا فيخرجهم من النار (١).
والشفاعة في أهل التوحيد: هي التي ينكرها الخوارج والمعتزلة، لأنها تخالف أصلًا من أصولهم، وهو: القول بتخليد أهل الكبائر.
وأما أهل السنة والجماعة فإنهم يقولون: لا يخلد في النار إلا الكفار، أما عصاة الموحدين: فإنهم وإن دخلوا النار إلا أنهم

(١) رواه البخاري في صحيحه برقم (٧٤١٠)، ومسلم في صحيحه برقم (١٩٣) من حديث أنس بن مالك ﵁.

1 / 98