91

Irshād al-ʿibād ilā maʿānī Lamʿat al-iʿtiqād

إرشاد العباد إلى معاني لمعة الاعتقاد

Publisher

دار التدمرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢

Genres

الشرح
قوله: «والبعث بعد الموت حق»: فأما البعث: فكل الأمم من أهل الملل تؤمن به؛ من اليهود والنصارى وغيرهم، وجميع فرق المسلمين كذلك.
إلا الباطنية في حقيقة مذهبهم، والفلاسفة؛ فلا يؤمنون بالبعث، بل من الفلاسفة من يقول: إن البعث روحاني، فليس هناك بعث للأجساد من القبور، وإعادة الموتى أحياءً، والجنة والنار كذلك، كل هذا من الأمور المعنوية التي لا حقيقة لها، فليس هناك جنة ولا نار حقيقيتان فيهما ما ذكر في النصوص، بل كل هذا -عندهم- من التخييل.
قوله: «وذلك حين ينفخ إسرافيل ﵇ في الصور، ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ﴾ [يس:٥١]»: فالبعث بعد الموت: هو القيامة الكبرى، حين يؤمر إسرافيل بالنفخ في الصور، كما قال الله ﵎: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ﴾ [الزمر:٦٨]، ففي الآية دليل أنهما نفختان:
- نفخة الصعق.
- ونفخة البعث؛ حيث ترد الأرواح إلى الأبدان بعد إنشاءها، فيقوم الناس من قبورهم: ﴿فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ﴾.
قوله: «ويحشر الناس يوم القيامة حفاةً عراةً غرلًا بهمًا»:

1 / 93