87

Irshad

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

Genres

Sufism

فمن نظر إلى الدنيا بعين الاستبصار والاستحقار، ولم ياخذ منها إلا بيد الاضطرار، سلم من سنة الاغترار، وأخلد إلى طاعة العزيز القهار، ولم يجر للأمل في مضمار، وحينئذ يكفيه منها اليسير، ويسهل منها كل عسير، ولهذا فإن الزاهد في الدنيا يريح قلبه وبدنه في الدنيا والآخرة، كما ذكره المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وبينه، ولهذا اختار هذه الطريقة الأنبياء والمرسلون، والأئمة السابقون، والأولياء المتقون ؛ تقصيرا للآمال، ومحافظة على أصلح الأعمال ؛ ولهذا اطلع النبي ذات عشية فقال:

(أيها الناس ما تستحيون ؟ قالوا: يا رسول الله مم ؟ قال: تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكنون، وتأملون ما لا تدركون، أفلا تستحيون من ذلك).(1)

Page 90