280

Al-Irshād ilā Najāt al-ʿIbād liʾl-ʿAnsī

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

وعن ابن عباس أن رسول الله رجع من سفر له وهو متغير اللون، فخطب خطبة بليغة وهو يبكي، ثم قال:(أيها الناس إني قد خلفت فيكم كتاب الله وعترتي وأرومتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض، ألا وإني أنتظرهما، ألا وإني أسألكم يوم القيامة في ذلك عند الحوض، ألا وإنه سيرد على يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة ، راية سوداء فتقف فأقول من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل التوحيد من العرب، فأقول: أنا محمد نبي العرب والعجم. فيقولون: نحن من أمتك. فأقول: كيف خلفتموني في عترتي وكتاب ربي؟ فيقولون: أما الكتاب فضيعنا، وأما عترتك فحرصنا على أن نبيدهم، فأولي وجهي عنهم، فيصدرون عطاشا قد اسودت وجوههم، ثم ترد راية أخري أشد سوادا من الأولى، فأقول لهم: من أنتم؟ فيقولون: كالقول الأول: نحن من أهل التوحيد، فإذا ذكرت اسمي، قالوا: نحن من أمتك، فأقول: كيف خلفتموني في الثقلين كتاب ربي وعترتي؟ فيقولون: أما الكتاب فخالفنا وأما العترة فخذلنا، ومزقناهم كل ممزق، فأقول: إليكم عني. فيصدرون عطاشا مسودة وجوههم. ثم ترد على راية أخرى تلمع نورا فأقول: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد، والتقوى نحن أمة محمد، ونحن بقية أهل الحق، حملنا كتاب ربنا، فأحللنا حلاله وحرمنا حرامه، وأحببنا ذرية محمد، فنصرناهم من كل ما نصرنا به أنفسنا، وقاتلنا معهم، وقتلنا كل من ناواهم. فأقول لهم: ابشروا فأنا نبيكم محمد، ولقد كنتم كما وصفتم، ثم أسقيهم من حوضي فيصدرون رواء، ألا وإن جبريل أخبرني بأن أمتي تقتل ولدي الحسين في أرض كرب وبلاء، ألا ولعنه الله على قاتله وخاذله أبد الدهر، أبد الدهر)(1).

واعلم أن من نظر في هذا الخبر علم أن من الفرقة الأولى: الناصبة(2)، القاتلة للذرية الطاهرة، والفرقة الثانية: الرافضة الخاذلة للعترة، والفرقة الثالثة: الزيدية أنصار العترة عليهم السلام.

Page 287